Topسياسة

بنات علييف تُسيطرنّ على إمبراطورية تجارية تبلغ قيمتها أكثر من 13 مليار دولار

قبل مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغير المناخ  COP29، يواصل أذربيجان تجهيز العاصمة باكو… تتعامل حكومات الدول المضيفة مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كما لو كان حدثاً رياضياً ضخماً مثل الألعاب الأولمبية أو كأس العالم لكرة القدم.. فهم لا يربحون المال فحسب، بل يقومون أيضاً بإعادة تصوير أنفسهم لجمهور دولي. هذا ما كتبه المحلل السياسي الأمريكي مايكل روبين في مقاله المنشور في “The National Security Journal”.

أذربيجان خيار غير منطقي لاستضافة مؤتمر COP29 للمناخ.. لا يمكن لهذا البلد أن يضع نفسه في موقع الضحية المحتملة لتغير المناخ. المشكلة البيئية الرئيسية له ليست المناخ، بل تلوثه الخاص وقدرة أفراد عائلة علييف الحاكمة على التمتع بالحماية من القانون.

إنه واحد من أكثر الدول استبداداً في العالم، وأقلها حرية بين الدول المضيفة لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.

وفقاً لمنظمة “فريدوم هاوس” المدافعة عن حقوق الإنسان، يتمتع الأفغان في فترة حكم طالبان بحقوق سياسية أكثر من الأذربيجانيين في ظل حكم علييف. كما قامت “فريدوم هاوس” بتقييم ناغورنو كاراباخ، التي استعادتها أذربيجان قبل عام. وتعتبر المنظمة أذربيجان من بين أقل الأماكن حرية في العالم، وأسوأ من كوريا الشمالية وإريتريا.

إعطاء علييف الحق في استضافة الفعاليات يبرر حكمه بالسلطة الاستبدادية. العديد من الدول السابقة التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كانت تعاني من قضايا تتعلق بالفساد، لكن ليس إلى الدرجة التي يعاني منها أذربيجان. أذربيجان لا تشهد فقط تدهوراً في الحرية، بل هي أيضاً واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم.. تعتبر منظمة ” Transparency International” أذربيجان أكثر فساداً من دول مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر، وأيضاً أسوأ من روسيا ولبنان وإيران. تسيطر ابنتا علييف على إمبراطورية تجارية تقدر قيمتها بأكثر من 13 مليار دولار.

تعود قدرة أذربيجان على الاستضافة إلى نظام التناوب الذي أدخلته الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، والذي نما حجمه ومكانته، لكن أذربيجان لم تكن المرشح الوحيد.

كانت أرمينيا، البلد الذي يعتبر حماية البيئة جزءاً من هويتها، تسعى أيضاً لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ. استخدمت أذربيجان الأسرى الأرمن الذين احتجزتهم كأداة للمساومة، معلنة أنها ستفرج عنهم فقط إذا تخلت أرمينيا عن ترشيحها.

بدورها وزارة الخارجية الأمريكية، في محاولة لتحقيق السلام بين أرمينيا وأذربيجان، دعت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى الموافقة. وبالفعل، قام باشينيان بسحب الطلب، لكن أذربيجان استمرت في احتجاز الأسرى الأرمن واحتلال أكثر من 200 كيلومتر مربع من الأراضي التي تعترف بها المجتمع الدولي كجزء من أرمينيا. بعد عمليات التطهير العرقي للمجتمع الأرمني في ناغورنو كاراباخ العام الماضي، بدأت أذربيجان أيضاً بتدمير التراث الأرمني في المنطقة بشكل منهجي.

منح البيت الأبيض الضوء الأخضر لأذربيجان لاستضافة مؤتمر COP29 واليوم يعادل السماح لصدام حسين بتمثيل العراق في المنتديات الدولية بينما يستمر في غزو الكويت.

إن إطراء إدارة بايدن للنظام الأذربيجاني في الوقت الحالي يعد مسألة مثيرة للقلق، كما كتب المحلل السياسي الأمريكي مايكل روبين في مقاله المنشور في “The National Security Journal”.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى