Topسياسة

شوشي والدعاية الأذربيجانية في مصر

ومن خلال الدعاية الحكومية، تواصل أذربيجان نشر معلومات كاذبة حول الأراضي المحتلة في جمهورية آرتساخ والتراث الأرمني المتبقي هناك، وذلك باستخدام وسائل مختلفة… ومؤخراً، نُشر مقال في إحدى أعرق وسائل الإعلام في مصر والعالم العربي عموماً، على منصة الإنترنت الخاصة بمركز “الأهرام” للدراسات الاستراتيجية، يتم فيه تقديم شوشي على أنها مدينة أذربيجانية.

ويذكر في المقالة بأن تسمي أذربيجان مدينة شوشي المحتلة بألقاب مختلفة منها: “باريس الصغيرة”، “معبد الفن القوقازي”، “معهد الموسيقى الأذربيجاني” وأسماء أخرى… ويذكر المقال العربي أن “أهل شوشي” ​​الآن مشغولون بإعادة مظهر المدينة إلى ما كان عليه قبل الحرب.

في بداية المقال، تم تقديم قضية آرتساخ بشكل مشوه على أنها صراع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان، لكنها كانت في الأصل صراعاً من أجل تقرير المصير الحر للأرمن في آرتساخ… وبحسب كاتب المقال، الذي يتحدث عن وجود المسلمين في شوشي، ينسى وجود السكان الرئيسيين في المدينة، وهم الأرمن.

كانت شوشي في المقام الأول مركزاً ثقافياً أرمنياً مسيحياً… والدليل على ذلك الكنائس الأرمنية ومقبرة شوشي التاريخية التي استهدفتها القوات المسلحة الأذربيجانية خلال حرب 2020، وبعد الاستيلاء على المدينة تعرضت للتخريب والتدمير.

وبصرف النظر عن المصادر الأرمينية وغيرها، تتحدث المصادر الروسية أيضاً عن وجود الأرمن في المدينة. وفقاً لهم، خلال عام 1916، كان يعيش 23.916 أرمنياً في شوشي، وهو ما يمثل أكثر من نصف سكان المدينة… وفي مارس 1920، نظمت السلطات الأذربيجانية مذبحة رهيبة بحق السكان الأرمن في شوشي، تحولت المدينة على إثرها إلى أنقاض وقتل الآلاف من الأرمن.

ومن المثير للاهتمام أن المقال يعرض عدداً من الشخصيات الإسلامية الناطقة بالتركية، لكن لم يتم تقديم أي معلومات عن خسروف بك سلطانوف.

تجدر الإشارة إلى أنه في عام 1920، كان ذلك الشخص هو الحاكم العام المؤقت لكاراباخ وزنكيزور الذي عينته أذربيجان وقام بتنظيم مذابح الأرمن في شوشي وأماكن أخرى في آرتساخ.. لسبب ما، لا يريد نظام علييف والكاتب أن يتذكرا هذه الحلقة “المثيرة للاهتمام”.

فمن ناحية، تعلن باكو شوشي عاصمة ثقافية إسلامية، ومن ناحية أخرى تقيم علاقات جوار وحلف وثيقة للغاية مع إسرائيل التي ترتكب مجازر بحق المسلمين في قطاع غزة وتدمر المساجد.

كما يذكر كاتب المقال مسجد السيدة جوهر، لكنه لم يذكر كلمة واحدة عن ترميمه في عام 2009 بمبادرة من سلطات جمهورية آرتساخ. ولا يُذكر أيضاً أن الشعب الأرمني لم يحافظ على التراث المسيحي فحسب، بل أظهر أيضاً اهتمام الدولة بالتراث الإسلامي.. والدليل الواضح هو ترميم مسجد جوهر.

في الواقع، وضع كاتب المقال على عاتقه مهمة تقديم معلومات أحادية ومزيّفة، وحرمان شوشي من هويتها الأرمنية، وهي سياسة الدولة المستهدفة لأذربيجان منذ حرب آرتساخ التي استمرت 44 يوماً والاستيلاء على شوشي… تتضمن سياسة القضاء على الارمن في المدينة أيضاً تنظيم المؤتمرات الدولية والفعاليات الثقافية والمهرجانات وطلب مقالات مماثلة.

وتدعو مؤسسة “كيغارد” العلمية التحليلية الصحفيين والباحثين إلى الامتناع عن نشر المعلومات الأحادية وغير الموضوعية والكاذبة التي أمر بها نظام علييف.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى