بحسب “العربي الجديد”، وسّعت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، الأهداف المعلنة لحربها على غزة لتشمل على جبهة لبنان “تمكين السكان من العودة إلى المجتمعات التي أُجلوا منها في شمال إسرائيل” نتيجة للهجمات التي يشنّها حزب الله اللبناني. وأعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أنّ المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) حدّث، في جلسته، مساء الاثنين، أهداف الحرب، مضيفاً “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان” باعتبارها هدفاً من أهداف الحرب. وأضاف بيان صادر عن ديوان نتنياهو: “ستواصل إسرائيل العمل بشكل عملي لتحقيق هذا الهدف”.
ومساء أمس الاثنين، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أن حرباً واسعة ضد حزب الله في لبنان لن تعيد سكان المناطق الشمالية إلى منازلهم، فيما عارضه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت.
وأوضح هوكشتاين في لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، خلال زيارته لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن حرباً أوسع في لبنان ستساهم في إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، وأن تصعيد القتال قد يتّسع إلى حرب إقليمية واسعة ومتواصلة. وأضاف المبعوث أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة حلاً سياسياً على الحدود (بين لبنان وفلسطين المحتلة عام 1948)، سواء رافقت ذلك صفقة في قطاع غزة أو دونها.
وشدد غالانت، خلال اللقاء، على أنّ حزب الله يواصل ربط نفسه بحركة حماس، ويرفض إنهاء المواجهات، ولذلك فإنّ “الطريقة الوحيدة الباقية” من أجل إعادة “سكان” الشمال إلى منازلهم، ستكون من خلال عملية عسكرية. وصعّد غالانت لهجته إزاء الحدود مع لبنان بعد تقارير إسرائيلية سابقة عن تأييده التوصل إلى تسوية، ما يعني تغييراً جذرياً في موقفه، بالتزامن مع الحديث عن نية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إقالته من منصبه بداعي عدم تأييده للحسم العسكري ضد حزب الله، واستبداله بالنائب في الكنيست الإسرائيلي، الوزير السابق جدعون ساعر، رئيس حزب “هيامين همملختي” (اليمين الرسمي).
وفي لقاء مع نتنياهو أمس، في مقرّ وزارة الأمن في تل أبيب، قال غالانت: “طوال الوقت نتحدّث عن تصعيد أو تسوية، ولكن لا إمكانية للتوصّل إلى تسوية. هناك إمكانية واحدة، وهي التوجه بكامل القوة، وتفعيل كل قوتنا العسكرية من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
من جهته، لمّح نتنياهو في الآونة الأخيرة إلى أنّ صبر إسرائيل قد نفد إزاء إطلاق النار المستمر من قبل حزب الله. وقال نتنياهو، خلال جلسة مناقشات أمنية استراتيجية يوم الخميس الماضي: “لا يمكن استمرار الوضع (الحالي) في الشمال. نحن بحاجة إلى تغيير التوازن ويجب علينا إعادة السكان إلى منازلهم. وهذا لن يحصل من دون تغيير التوازن أمام حزب الله. وعلى الجيش الإسرائيلي أن يستعد لحرب واسعة النطاق في لبنان”.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بأنّ مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لم تسمّهم، يحذّرون من أنّ التصعيد في الشمال قد يتحول إلى حرب إقليمية، ومن “إجراءات متهوّرة تخطط لها الحكومة الإسرائيلية، لن تساعد بالضرورة في إعادة السكان الذين أُجلوا إلى منازلهم”. وبحسب أحد المسؤولين “تنطوي هذه الإجراءات على خطر ملموس للغاية يتمثل بحدوث حالة حرب شاملة، ليس فقط على الحدود مع لبنان، بل في المنطقة بأكملها. ومن ناحية أخرى، فإنها لا تضمن بتاتاً التوصّل إلى حل يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم”.
وكانت هيئة البث العبرية الرسمية، قد قالت، إنّ “القيادة السياسية ناقشت الجمعة الفائت، للمرة الأولى إدراج أهداف قتالية محددة على الجبهة الشمالية وإعادة السكان إلى منازلهم بصورة آمنة”. وأضافت أنه “بعد سلسلة من الوعود والتصريحات، بل التصريحات الكاذبة التي بموجبها حُدِّد الموضوع ضمن أهداف الحرب، ناقش الوزراء إمكانية حدوث تصعيد كبير في الشمال، وتغيير أهداف الحرب بناءً على ذلك”.
والسبت الفائت، كشف إعلام عبري أنّ نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان. ونقلت وكالة الأناضول عن “القناة 13″ العبرية أنّ نتنياهو صرّح بذلك خلال جلسة حوار استراتيجي انعقدت، الخميس الماضي، لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية، دون أن توضح الأطراف المشاركة في الجلسة. وقال نتنياهو، وفق القناة، إنّ إسرائيل بـ”صدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية”.