في إطار المؤتمر الدولي بعنوان “حوار يريفان”، وفي حوار مع “أرمنبريس”، متحدثة عن العلاقات الأرمنية الإماراتية، والوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز، وموقف الإمارات العربية المتحدة، وحول احتمال التوقيع على المعاهدة الهادفة إلى إحلال السلام بين أرمينيا وأذربيجان، قالت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات (Emirates Policy Centre ) أنه أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً على التزامها بتعزيز السلام والاستقرار في جنوب القوقاز. إن توسيع مشاريع التواصل بين دول القوقاز يشكل دافعاً قوياً للتعاون الجماعي والمصالح المتبادلة والقضاء على الأسباب الرئيسية للصراع والانقسام والتصعيد.
– ما هي أهدافكم الرئيسية من المشاركة في “حوار يريفان” وهل تعتقدون أن الفعالية ساهمت في الدبلوماسية الإقليمية؟
– “حوار يريفان” بمثابة منصة رئيسية لمناقشة القضايا الإقليمية والتحديات العالمية، استكشاف فرص التنمية، تخفيف التوترات، تعزيز الدبلوماسية وقنوات الحوار. ويسعدني أن أكون جزءاً من هذا الحوار المهم وأن أشارك فيه بنشاط، جنباً إلى جنب مع صانعي السياسات والأكاديميين وأعضاء المجتمع المدني وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.
في ظل الصراعات العديدة الموجودة في العالم، أصبحت هذه الحوارات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. ومن المهم توسيع الجهود لبناء السلام وتعزيز التعاون وتعزيز التعايش السلمي وتعزيز التعددية والتنوع. ومن خلال تعزيز الأفكار الإيجابية التي تدعم وقف التصعيد وتسوية النزاعات وإيجاد أرضية مشتركة، يمكننا الاستعداد لمستقبل أفضل وتعلم دروس قيمة. وهذا ما أريد المساهمة فيه من خلال المشاركة في “حوار يريفان”.
– كيف ترون دور مثل هذه الحوارات في تسوية التحديات التي تواجهها دول المنطقة؟
– نحن بحاجة ماسة لمثل هذه المنصات. وفي ظل الصراعات الدائرة في العديد من مناطق العالم، تواجه الدبلوماسية والحوار تحديات كبيرة. تؤذي الحروب الجميع. إن السلام بين أرمينيا وأذربيجان يصب في مصلحة الشعبين ويعزز التنمية والتعاون والاستقرار على المستوى الإقليمي. يمكن لمنصات الحوار أن تساعد في تطوير وتقديم خرائط طريق فعالة لتسوية النزاعات وتحقيق نتائج مفيدة لجميع الأطراف. كما تلعب هذه المنصات دوراً رئيسياً في حشد الدعم الإقليمي والدولي للمساهمة في مبادرات السلام من خلال تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل وتقديم الضمانات الدولية ومعالجة الخلافات من خلال التحليل المنهجي والمقاربات المتوازنة والموضوعية والعادلة.
– ما هي انطباعاتكم عن أرمينيا خلال الزيارة؟ كيف تقيمون المستوى الحالي للعلاقات بين أرمينيا والإمارات العربية المتحدة؟
– أرمينيا بلد جميل به العديد من الفرص الواعدة. تعود العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأرمينيا إلى تاريخ يمتد لأكثر من 25 عاماً، وتتميز بالرغبة والطموح القويين من جانب البلدين لتعزيز العلاقات في مجال التجارة، الاستثمار، التكنولوجيا، الزراعة، البيئة الطاقة، النقل، التعليم، الثقافة، السياحة والعمل. ويعكس القرار المتبادل بين البلدين برفع متطلبات التأشيرة عمق العلاقة بينهما.
في إطار مؤتمر COP28 الذي عُقد في دولة الإمارات، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات ووزارة صناعة التكنولوجيا الفائقة في جمهورية أرمينيا بهدف توسيع التعاون في مجال الأمن السيبراني. وهناك العديد من مجالات التعاون الإضافية بين البلدين، الأمر الذي يبعث على التفاؤل بشأن إمكانية توسيع هذه الشراكة.
ويعد تعزيز الشراكة الاقتصادية وتطوير آليات التوسع التجاري ودور القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات وأرمينيا أموراً حيوية لكلا البلدين.
– كيف تتصورون دور الإمارات في تعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة؟
– دعت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في يريفان دائماً إلى “تعزيز العلاقات بين الشعبين” وتوسيع التفاهم الثقافي بين الإمارات وأرمينيا. وسلط الضوء على الاهتمام ببناء الجسور لتسهيل التبادلات والشراكات الواعدة بين بلدينا. وترتكز رؤية السياسة الخارجية والعلاقات الدولية التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة على فكرة أن الاستقرار والتواصل يؤديان إلى الرخاء. وعلى هذا النحو، تدعو دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقف التصعيد ومنع نشوب الصراعات والسعي إلى الحوار بشأن الدبلوماسية الاقتصادية والحلول العسكرية. ومن المهم اعتماد أساليب تعزز التعاون وبناء الجسور بدلاً من تعزيز الحواجز.
وفي نيسان ابريل الماضي، دعمت دولة الإمارات بقوة أنشطة بناء الثقة والسلام بين أرمينيا وأذربيجان، معربة عن أملها في أن تؤدي هذه الخطوة الرئيسية إلى تعزيز التواصل والحوار والمساهمة في تعزيز الاستقرار والتعاون البناء في منطقة القوقاز. ولطالما أكدت دولة الإمارات على علاقاتها الوثيقة والمميزة مع كل من أرمينيا وأذربيجان، وأعربت عن التزامها بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. تؤمن دولة الإمارات إيماناً راسخاً بقوة التعاون والحوار ومد الجسور لتسوية النزاعات بالطرق السلمية.
ويشكل توسيع مشاريع التواصل بين دول القوقاز دافعاً قوياً للتعاون الجماعي وتحقيق المصالح المشتركة والقضاء على الأسباب الجذرية للصراع والانقسام والتصعيد.
– في رأيكم، ما هي المجالات الرئيسية التي يمكن لدولة الإمارات أن تلعب فيها دوراً هاماً في تعزيز السلام والتنمية؟
– إن المصالح المتنامية لدولة الإمارات العربية المتحدة في القوقاز، إلى جانب العلاقات القوية مع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية في المنطقة، مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، تجعل أبوظبي مدافعة للسلام والاستقرار والازدهار. وتساهم هذه المشاركة في تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة، وهو الأمر الذي سيخدم في نهاية المطاف مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة. علاوة على ذلك، يؤكد استثمار دولة الإمارات العربية المتحدة في القوقاز التزامها بالعمل مع جميع أصحاب المصلحة من أجل تحقيق السلام المستدام.
إن استثمارات دولة الإمارات في البنية التحتية الرقمية في القوقاز، فضلاً عن جهودها لتبادل الخبرات في الاقتصاد الرقمي لتطوير مشاريع الاتصالات وبناء الجسور والاستعداد للمستقبل، ليست سوى أمثلة قليلة على مبادرة أوسع. ومن خلال تبادل خبراتها في مجال الحكم، الإدارة العامة،والتنمية الاقتصادية، تنويع الاستثمار، وبناء الشراكات، تهدف دولة الإمارات إلى التغلب على النزاعات والمساهمة في تحقيق مستقبل أفضل لشعوب هذه المنطقة.