خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أدانت أنقرة تل أبيب عدة مرات لارتكابها “جريمة جديدة ضد الإنسانية”، وانضمت قبل أيام قليلة إلى الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وشدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أنه “يجب على المجتمع الدولي القيام بدوره لوقف الإبادة الجماعية في غزة، ويجب ممارسة الضغط على إسرائيل”. خلال النقاش الذي دار بين أنقرة وتل أبيب عن بعد، تم تذكير تركيا عدة مرات بالإبادة الجماعية الأرمنية.
في حوار مع “راديولور”، قال الأكاديمي ومدير معهد التاريخ التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم أشوت ملكونيان إنه أمر غريب عندما تتحدث دولة تصر على عدم قبول الإبادة الجماعية عن إدانة الإبادة الجماعية. وقبل أسبوع، أعلن الرئيس التركي أردوغان انضمام أنقرة إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
“لو قامت بها دولة أخرى لديها مكان للحديث عن الإبادة الجماعية، لكان الأمر مفهوماً، على سبيل المثال، ألمانيا التي اعترفت بذنبها بعد ارتكابها للإبادة الجماعية، علاوة على ذلك، فقد قبلت الإبادة الجماعية عام 1915 في عام 2016 وأدانتها بقرار البوندستاغ، وبالتالي قبلت أيضاً بتواطؤها في قضية الإبادة الجماعية الأرمنية. كل هذا يشهد على مستويات مختلفة من الحضارة هنا. وفي اعتقادي العميق أن تركيا تفعل كل هذا من أجل اكتساب مكانة مرموقة في العالم العربي، بدلاً من الشعور بالألم فعلياً بسبب تلك الأحداث المأساوية التي تجري في غزة. هذا أشبه بأداء مسرحي.”
أشار الخبير في الشؤون التركية الكردية كارين هوفهانيسيان إلى أنه مقتنع بأنه لا توجد تناقضات في العلاقات التركية الإسرائيلية. إن ما يحدث له أهداف بعيدة المدى. ويعتقد هوفهانيسيان أيضاً أن خطوة أنقرة تهدف إلى رفع مكانتها.
“من خلال البدء بهذه العملية، يبدو أن تركيا تريد أن تقول لإيران إنه يمكن إسكات إسرائيل دون البدء بعمليات عسكرية. وتطور هذا السيناريو في الوضع اليوم ينبع من مصلحة إسرائيل نفسها، وهذه اللعبة التي تلعبها تركيا لها وجهان. فمن ناحية، يريد أن يقدم نفسه للعالم الإسلامي كمدافع عن الدول العربية، قادر على اتخاذ خطوات حقيقية. ومن ناحية أخرى، تحاول تحييد خطوات إيران المحتملة ضد إسرائيل، وفي المستقبل، إذا كانت هناك مسألة، تقوم بإلقاء اللوم بشكل غير مباشر على إيران، قائلة إنه لو لم تهاجم إسرائيل، لكان العالم قد اعترف بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، وسوف يعترفون بإسرائيل كمحتل”.
