قال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن موسكو تتوقع ألا تتبع أرمينيا مسار نظام كييف في بحثه عن شركاء، والاختيار بين الغرب وروسيا”… نحن نعتمد على الحكمة السياسية لأرمينيا، ونحن ببساطة لا نريد أن تتم عمليات البحث عن الاصدقاء بالطريقة التي اختارتها كييف ذات يوم، بمعنى آخرى “إما ذا أو أما ذاك”.
هكذا فسر قرار الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم لأرمينيا بموجب آلية السلام الأوروبية. وشدد بيسكوف على أن أرمينيا “دولة حليفة وشقيق” لروسيا.
ومن جانبٍ آخر قالت زاخاروفا إن قرار الاتحاد الأوروبي بتخصيص 10 ملايين يورو للقوات المسلحة لأرمينيا لا يحقق سوى الهدف الجيوسياسي المتمثل في زعزعة استقرار الوضع في جنوب القوقاز.
“وراء خطط الاتحاد الأوروبي لإرسال 10 ملايين يورو لدعم القوات المسلحة لجمهورية أرمينيا، تكمن بالطبع الحسابات الجيوسياسية للاتحاد الأوروبي لنشر نفوذه المدمر في هذه المنطقة، أي عبر القوقاز… إن مثال أوكرانيا يظهر أن ما يسمى بصندوق السلام الأوروبي لا يتعلق بالسلام والاستقرار والأمن، بل بالحرب واستفزاز الدول وإراقة الدماء”.
وبحسب زاخاروفا، فإن “مبادئ الغرب المتمثلة في “فرق تسد”، و”الاستفزاز والغضب”، فضلا عن ملء جنوب القوقاز بالسلاح، لن تجلب أي شيء جيد لأمن واستقرار المنطقة”…
بالنسبة للرأي الارمني، تنسى وزارة الخارجية الروسية أنها باعت هي نفسها أسلحة بمليارات الدولارات لأذربيجان، لتصبح المورد الأول في 2011-2020. والحقيقة هي أن روسيا لا ترفض بيع الأسلحة لأرمينيا فحسب، بل إنها تتهم أيضاً الاتحاد الأوروبي وفرنسا ببيع الأسلحة وتقديم المساعدة الأمنية لأرمينيا، وتستخدم باكو وموسكو نفس المفردات التي تقول إن توفير هذه الأسلحة لأرمينيا يهدف إلى التحريض على الحرب.
وفي حديث مع إدغار أراكيليان، مؤسس مبادرة “أرمينيا الحرة”، نوقش الأسئلة التالية: لماذا تهتم روسيا بتسليح أرمينيا، إذا كانت حليفة، لماذا لم تمنع روسيا التطهير العرقي لأذربيجان في ناغورنو- كاراباخ واحتلال آرتساخ، لماذا لم تبيع روسيا الأسلحة لأرمينيا، بعد أن تحملت مثل هذا الالتزام بموجب العقد، لماذا اختارت أذربيجان حليفاً، التي لم تقم بوظيفتها الأمنية عندما هاجمت؟
بحسب إدغار أراكيليان: الكرملين يهدد أرمينيا بأنها إذا اختارت الغرب فإن ما حدث في أوكرانيا سيتكرر، ولكن عندما كان الاتحاد الروسي حليفاً لجمهورية أرمينيا، انهارنا، وانهار النظام الأمني، وتم تهجير آرتساخ قسراً… واتهمت روسيا أرمينيا بتسليح نفسها حتى لا نقاوم ضغوطها، وزودت أذربيجان بالمليارات من الأسلحة من أجل استخدامه ضدنا. يهدف التحالف الروسي الأذربيجاني إلى نزع سلاح جيش جمهورية أرمينيا ولهذا السبب يعارضون تسليح جمهورية أرمينيا، من أجل جلب النخبة الأولاكية إلى السلطة من خلال انقلاب.
وكشف أمين مجلس الأمن الارميني عن هدف الاتحاد الروسي: إنهم لا يسلمون الأسلحة بموجب عقد إلى أرمينيا، حتى نكون ضعفاء، وحتى لا نقاوم، وهم يحصلون على الممر بدون مقاومة لأننا ضعفاء… أذربيجان هي وكيل روسيا ضد أرمينيا، والحقيقة هي أنه من خلال حماية أنفسنا من الهجمات الأذربيجانية، فإننا نحمي أنفسنا أيضاً من الروس، ولهذا السبب تعارض موسكو التسلح… ومع ذلك، أستطيع أن أقول إن المتملقين الروس والأذربيجانيين قد هُزِموا أيضًا من أجل جعل إيران ضد جمهورية أرمينيا، وأشار إدغار أراكيليان إلى أن ما قاله السفير الإيراني هو أنه ليس ضد عضوية أرمينيا في الاتحاد الأوروبي.
