كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يستعد لمواجهة روسيا؛ خاصة بعد حربها على أوكرانيا، فضلاً عن مواجهة مشاكله الخاصة؛ على حد السواء.
وفي تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي من 14 دولة احتشدت الشهر الماضي، في قاعدة “أدازي” العسكرية في لاتفيا؛ للمشاركة في أكبر مناورة عسكرية للحلف منذ الحرب الباردة، وكان التركيز مجدداً على روسيا.
وأضافت أنه منذ أن “استولت” موسكو على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وضع الحلف عينه على حدود أوروبا المتاخمة لروسيا، وهدفت مناورة هذا العام التي تسمى “المدافع الصامد 2024” إلى بعث رسالة لموسكو مفادها أن التحالف يقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن أعضائه، خاصة تلك القريبة من حدود روسيا، بما في ذلك لاتفيا.
وأشارت إلى أن مناورات هذا العام، وهي الأكبر منذ عام 1988، تجرى على مدار أربعة أشهر حتى مايو المقبل، وفي مواقع تمتد من الدائرة القطبية الشمالية إلى البحر الأسود، كما تضم حوالي 90 ألف جندي و1100 مركبة قتالية و80 طائرة و50 سفينة بحرية.
بحسب The Wall Street Journal إن أحد الانقسامات الأساسية في التحالف هو التفاوت في كيفية رؤية الدول الأعضاء للتهديدات؛ حيث يصنف الناتو الإرهاب وروسيا باعتبارهما تهديدين رئيسيين له، كما يشعر العديد من المسؤولين في تركيا والدول الأعضاء الأخرى على طول البحر الأبيض المتوسط بالقلق بشأن الصراعات الإقليمية والهجرة غير الشرعية والإرهاب أكثر من قلقهم بشأن روسيا.
ووفقا للصحيفة، يعتبر مخططو الناتو أن الحرب الروسية على دولة “عضو مجاورة، غير مرجح” في المستقبل القريب، على الرغم من أن بعض المسؤولين العسكريين في دول الناتو قالوا مؤخراً إن موسكو قد تكون قوية؛ بما يكفي للهجوم في غضون سنوات قليلة. وعلى المدى القصير، فإنهم يشعرون بالقلق من أن موسكو قد تثير الصراع في البلدان المجاورة من خلال إثارة الروس المحليين واستخدام التوترات كذريعة للتوسط، كما فعل الكرملين في شرق أوكرانيا قبل عقد من الزمن.
ونشرت صحيفة بيلد في فبراير/شباط الماضي “مراحل الهجوم الروسي على حلف شمال الأطلسي” الذي توقعته السلطات الألمانية، ومن بينها غزو القوات الروسية للأراضي الألمانية. أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن روسيا لم تكن تنوي أبداً مهاجمة دول الناتو.