Topتحليلاتسياسة

خبير في الشؤون العربية: تمثل زيارة وزير خارجية أرمينيا إلى المملكة العربية السعودية بداية التعاون بين البلدين

في محادثة مع “أرمنبريس”، تطرق الخبير في الشؤون العربية والمحلل أرمين بيتروسيان إلى العلاقات بين أرمينيا والمملكة العربية السعودية في سياق زيارة وزير خارجية جمهورية أرمينيا أرارات ميرزويان. وأشار بيتروسيان إلى أن السمة الرئيسية والأساسية لزيارة وزير خارجية جمهورية أرمينيا أرارات ميرزويان إلى المملكة العربية السعودية هي الإعلان عن بدء تطوير العلاقات بين الدول. وكانت هذه أول زيارة رسمية رفيعة المستوى إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى إقامة علاقات قوية.

وقال بيتروسيان: “لقد زار رئيس أرمينيا السابق أرمين سركسيان تلك الدولة، لكنها كانت زيارة عمل، لذا ليس من المناسب تقديمها في سياق العلاقات بين الدول، وزيارة ميرزويان تمثل بداية التعاون. تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل بضعة أشهر فقط، ولا توجد حتى الآن قاعدة وثائق ضرورية للتعاون الثنائي، وهو الأمر الذي أكد على أهميته مختلف المسؤولين رفيعي المستوى في البلدين، مع الأخذ في الاعتبار رؤية تطوير الاتصالات الممكنة في مجالات منفصلة متبادلة المنفعة”.

وأشار إلى أنه يمكن اعتبار العلاقات مع السعودية اتجاهاً منفصلاً في سياق أنه لم تكن لدينا علاقات دبلوماسية مع هذه الدولة منذ استقلالنا، في حين أن دور وثقل السعودية في العالم العربي والإسلامي بشكل عام كبير للغاية، وبالتالي فإن التركيز الأساسي من الناحية السياسية هو أننا نقوم أخيراً بإقامة علاقات جدية مع تلك الدولة المؤثرة في المنطقة.

وتابع: “يجب بلا شك استخدام إمكانات السعوديين لزيادة الوزن النسبي لأرمينيا وتعزيز مواقفنا في الشرق الأوسط والخليج الفارسي وبين الدول الإسلامية والعربية، وكذلك لتحييد الأجندات المختلفة التي تمثل مشكلة بالنسبة لنا. وفي الوقت نفسه، ينبغي النظر إلى تطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية في منطق سياسة أرمينيا في تطوير العلاقات مع الدول العربية بشكل عام. ويرجع هذا الاتجاه في الغالب إلى أهمية استراتيجية التنويع التي تنتهجها أرمينيا، وخاصة المكون الاقتصادي. وبهذا المعنى، يجب أن ننظر إلى المنطقة العربية بأكملها كمنطقة مهمة، كسوق محتمل لتصدير المنتجات الأرمنية واتجاه لجلب الاستثمارات من هناك”.

وأضاف الخبير في الشؤون العربية أنه إذا تمكنت أرمينيا من تحقيق إنجازات معينة فيمكننا أن نقول بثقة أن منطق التعاون مع العالم العربي يعمل بشكل إيجابي. ولفت بيتروسيان الانتباه إلى أنه خلال الاجتماعات التي عقدت في إطار زيارة وزير الخارجية أرارات ميرزويان، أكد الجانبان على المجالات المشتركة التي كانت دائماً مهمة في سياق تطوير علاقات أرمينيا مع الدول العربية الأخرى. يتعلق الأمر على وجه التحديد بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والتداول التجاري والمجال المالي والمصرفي وإنشاء رحلات جوية مباشرة والسياحة والعلاقات الثقافية والتعليم ومجال تكنولوجيا المعلومات، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للعرب، والذكاء الاصطناعي، حيث يتمتع الجانبان بفرص تعاون كبيرة.

وقال بيتروسيان: “إن خطة إنشاء “المدينة الذكية” الأولى والوحيدة في المنطقة بمبادرة شخصية من ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان هي أيضاً مهمة جداً، وإذا أبدت أرمينيا اهتماماً ملحوظاً بها، فسوف يثير ذلك بعض التعاطف بين بين المسؤولين السعوديين تجاه سياسة أرمينيا وتطوير العلاقات مع بلدنا. لقد تغيرت المقاربات تجاه منطقتنا إلى حد ما بعد حرب 2020 وآخر التطورات المتعلقة بقضية كاراباخ. إذا كان جنوب القوقاز يعتبر في الماضي منطقة صراع ومنصة للمنافسة الجيوسياسية الحادة، فإن العملية المعاكسة تحدث الآن، وأصبحت منطقتنا أكثر جاذبية، خاصة من وجهة نظر الاتصالات واستخدام موارد الطاقة”.

ومع الأخذ في الاعتبار الموقع الجغرافي لأرمينيا، فضلاً عن العلاقات مع إيران وروسيا، أعرب الخبير في الشؤون العربية عن اعتقاده بأن جميع الجهات الفاعلة التي تؤيد المنافسة السلمية والإيجابية يمكنها تطوير التعاون البناء في المنطقة، خاصة أنه خلال جميع اللقاءات طرح الجانب الأرمني “أهمية مبادرة ملتقى طرق السلام”.

وتابع: “إذا تم رفع الحظر عن الاتصالات وعملت البنى التحتية دون انقطاع، فستفتح فرص كبيرة للمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في الخليج الفارسي. ويشير في المقام الأول إلى أهمية تشغيل الطريق من تلك المنطقة إلى البحر الأسود، والذي يوفر في الواقع فرصة للتواصل البديل. لا يزال “ملتقى طرق السلام” في مرحلة التصميم، وهناك بعض العوائق أمام تنفيذه بسبب موقفي أذربيجان وتركيا. ومع ذلك، يتعين على الجانب الأرمني أن يفتح مبادرة “ملتقى طرق السلام” حتى تكون أكثر قابلية للفهم. ولهذا، من الضروري تقديم حلول محددة، لإظهار المزايا الجمركية والضريبية واللوجستية التي يمكننا تقديمها لشركائنا، والطرق عالية الجودة التي يمكننا توفيرها للعالم، بحيث يصبح نقل البضائع الأجنبية وتداول البضائع أكثر جاذبية ومربحة وبأسعار معقولة”.

ووفقاً لـ بيتروسيان، في العمل مع الدول العربية، يجب على أرمينيا أن تكون أكثر استباقية وتحاول أن تكون متسقة في تنفيذ الاتفاقيات، وهو أحد الفروق الدقيقة المهمة في الاتجاه العربي بشكل عام. وبحسب قوله، فإن فرص النجاح ستكون أكبر بكثير في هذه الحالة.

 

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى