Topسياسة

الولايات المتحدة تحذّر… يجب على باكو بإيجاد لغة للتواصل مع القيادة الارمينية فإلا ستواجه صعوبات معنا ‏

تعمل الولايات المتحدة بنشاط فيما يتعلق بتسوية العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان أو التوقيع على “معاهدة السلام”… كما يرى مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام، مشيراً إلى أن كافة دول في المنطقة يمكن أن تستفيد من هذه الفرصة.

تحدث مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة جيمس أوبراين عن إمكانية تفعيل التجارة من آسيا الوسطى إلى تركيا عبر أراضي أذربيجان وأرمينيا، لكنه حذر أيضاً من أنه إذا حاولوا حل هذه القضية بطريقة غير سلمية، فإن الولايات المتحدة ستستخدم جميع الأدوات الممكنة لمنع تفعيل مثل هذا الطريق التجاري… ويعتبر بعض الخبراء ذلك رسالة واضحة إلى باكو، فيما يطلق عليه آخرون طريقاً “ملحقاً” يحل محل ما يسمى “البؤرة الاستيطانية” الروسية.

ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في محادثة هاتفية مع كل من السيد نيكول باشينيان وإلهام علييف بخصوص أهمية دعم الولايات المتحدة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام بين أرمينيا وأذربيجان، وأكد مجدداً دعم سيادة أرمينيا ووحدة أراضيها، وشدد على الجهود المبذولة لزيادة التعاون الثنائي مع أرمينيا.

وفي حديثه مع علييف، أكد بلينكن على أهمية مشاركة واشنطن في المناقشات حول عملية السلام.

وذكرت وسائل إعلام أذربيجانية أن علييف اشتكى لـ بلينكن من رد أرمينيا على المقترحات المتعلقة بنص معاهدة السلام التي قدمتها أذربيجان في 11 سبتمبر 2023، متأخرة 70 يوماً، مما يشير إلى أن يريفان تحاول إطالة أمد عملية السلام.

وقبل محادثة بلينكن الهاتفية مع زعيمي البلدين، قال مساعد وزير الخارجية جيمس أوبراين للصحفيين إن الولايات المتحدة ترى فرصة حقيقية للسلام بين أذربيجان وأرمينيا.

وأضاف: “الأطراف تتحدث مع بعضها البعض من خلال الوسطاء، مما يمنحنا الأمل في أن هناك فرصة حقيقية لإفادة المنطقة بأكملها.. على سبيل المثال، إذا أمكن تفعيل التجارة من آسيا الوسطى إلى تركيا عبر أذربيجان وأرمينيا، فإن هذا من شأنه أن يعزز تنمية جميع البلدان الواقعة على هذا الطريق التجاري. ونحن نرحب بفرصة أن نكون جزءاً منه.

أما بالنسبة للمحللين السياسيين، يعتبر المحلل السياسي هاكوب باداليان أن المقترحات الأمريكية ذات أهمية وظيفية بالنسبة لدولة أرمينيا، باعتبارها طريق “جسر” أو طريق “رابط” بين أذربيجان وتركيا.

وأضاف، “إن إنشاء طريق تجاري من آسيا الوسطى إلى أوروبا عبر أذربيجان وأرمينيا وتركيا أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة.. وبحسب باداليان الولايات المتحدة صادقة في هذا الخصوص. إنه لا يتحدث عن أشياء غير ضرورية ولا يغذي أوهاماً غير ضرورية، وربما يقول للدبلوماسي بوضوح ما هو هدف الولايات المتحدة وما هي الفائدة التي ستجنيها أرمينيا منها.

أعلن رئيس الوزراء نيكول باشينيان قبل بضعة أيام أنه يجب تغيير الأهمية الوظيفية ورؤية الدولة الأرمنية، معلناً أن “ذروة مصالحنا يجب أن تكون الرفاهية الاقتصادية”.. وبمقارنتها بكلام المسؤول الأمريكي نحصل على صورة واضحة إلى حد ما: الأهمية الوظيفية لدولة أرمينيا هي دور طريق “جسر” أو طريق “موصل” بين أذربيجان وتركيا.

كما حذر مساعد وزير الخارجية جيمس أوبراين من أنه إذا تقرر إنشاء طرق تجارية بطريقة غير سلمية، فإن واشنطن ستستخدم كل الأدوات الممكنة لمنع ذلك.. لقد أوضحت الولايات المتحدة للأطراف بوضوح كيف تتصور العملية وما هي العواقب التي سيترتب على من الذي سيستخدام القوة.

بالنسبة للمحلل السياسي دافيت كارابيتيان، إن تصريح أوبراين على النحو التالي:

إذا تم فتح طرق التجارة من تركيا إلى آسيا الوسطى بالقوة، ضد إرادة أرمينيا، فإن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لتعطيلها… علاوة على ذلك، سوف يستخدمون جميع الأدوات المتاحة للتعطيل. بمعنى آخر، يريد أن يقول لباكو: توصلوا إلى اتفاق مع الأرمن، إذا كنتم ترغبون في ذلك، دون اللجوء إلى الاستفزازات، دون الحصول على مكاسب سياسية، اسألوا الأرمن بشكل مباشر، فلندلي ببيان عام مع الأرمن ونحاول لفتح الطريق من خلال الأخذ بعين الاعتبار إرادة أرمينيا والتعاون معها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتعين عليكم بمواجهتنا”.

وينصب اهتمام الجانب الأمريكي أيضاً على الاجتماع الدوري للجان ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان المقرر عقده في 30 نوفمبر.. ويأمل مساعد وزير الخارجية أن يبدي الجانبان اهتماماً بإبرام اتفاق سلام في أقرب وقت ممكن.

وبحسب المحلل السياسي دافيت كارابيتيان فإن الولايات المتحدة واعية ولم تنس أن باكو رفضت فرصة تنظيم لقاء في واشنطن، ولعل هذا هو سبب تحذير واشنطن لباكو.. وللتذكير، أعلنت باكو: “نتيجة للنهج الأحادي الذي تنتهجه الولايات المتحدة، قد تفقد تلك الدولة دور الوسيط”.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى