كتبت صحيفة “بوليتيكو” (Politico) أنه قالت الحكومة الفرنسية يوم الاثنين إن فرنسا تبيع معدات عسكرية مثل أنظمة الدفاع الجوي لأرمينيا، مع تزايد المخاوف من أن أذربيجان قد تتبع ضم ناغورنو كاراباخ الشهر الماضي بهجمات على أراضي جارتها.
القلق الذي أعرب عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هو أن هذا قد لا يكون نهاية طموحات أذربيجان الإقليمية، والآن تتجه كل الأنظار إلى ممر زانغيزور، وهو قطعة أرض ممتدة على حدود أرمينيا مع إيران. ويكمن الخطر في أن تحركاً آخر من جانب قوات باكو يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً في جنوب القوقاز، وهي المنطقة التي تتمتع فيها تركيا وروسيا وإيران بمصالح استراتيجية رئيسية.
وقد أوضحت فرنسا، الدولة التي تضم أكبر جالية أرمنية في أوروبا، أنها لا تنوي التنحي جانباً.
وفي مؤتمر صحفي مع وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان، قال وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان ليكورنو، لنظيره الأرمني: “حتى لو لم نكن جزءاً من نفس التحالفات العسكرية والسياسية، فإننا نتصور هذه العلاقة الدفاعية على أساس مبدأ بسيط: يجب أن تكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسكم وعن سكانكم المدنيين”.
ويأتي الدعم السياسي المتزايد من الغرب في الوقت الذي تحاول فيه أرمينيا الانفصال عن روسيا. على الرغم من كونها عضواً في التحالف العسكري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي تقوده موسكو، إلا أن نداءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمساعدة في الصراع ضد أذربيجان ذهبت أدراج الرياح، وقد صرح رئيس الوزراء نيكول باشينيان لصحيفة بوليتيكو الشهر الماضي أن الوقت قد حان للتوقف عن الاعتماد على روسيا للحماية.
وبدأت باريس تعزيز التعاون الدفاعي مع يريفان في أيلول سبتمبر الماضي، لكن هجوم أذربيجان أدى إلى تسريع رغبة فرنسا في تعميق العلاقات العسكرية. وأرسلت فرنسا الشهر الماضي ملحقاً عسكرياً إلى السفارة الفرنسية في أرمينيا.
ووقعت أرمينيا يوم الاثنين اتفاقاً لشراء ثلاثة رادارات جراوند ماستر 200 من صنع شركة تاليس، تم تسليم أحدها إلى أوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي، وآخر لمعدات Safran، بما في ذلك التلسكوبات وأجهزة الاستشعار. كما وقعت أرمينيا وفرنسا مذكرة نوايا لبدء عملية شراء نظام الدفاع الجوي ميسترال الذي تنتجه شركة MBDA.
وقال ليكورنو إن فرنسا سترسل مسؤولاً عسكرياً إلى أرمينيا في الأشهر المقبلة كمستشار بحثي في قضايا مثل التدريب العسكري. ستقوم فرنسا أيضاً بتدريب الجنود الأرمن ومساعدة يريفان في اختبار الدفاعات الجوية الأرمينية لتحديد النقاط العمياء.
وتحدث ليكورنو يوم الاثنين ضد الاتهامات بأن الأسلحة الفرنسية قد تستخدم لبدء الحرب. وقال: “النجاح في توضيح أن السلاح [الذي نبيعه] له نسخة عدوانية. هذه أنظمة أسلحة، والتي بطبيعتها لا يمكن نشرها إلا في حالة العدوان على أراضي أرمينيا”.
وأضاف: “لا يمكن لأحد أن يلوم دولة ذات سيادة على حماية سمائها والأشخاص الذين يعيشون تحتها”.