
بحسب ” news.am”، نشر معهد تحليل العلاقات الدولية الإيطالي (IARI)مقالاً أشار فيه إلى أنه منذ بداية الصراع الأذربيجاني الأرمني، أقامت إسرائيل تحالفاً فعالاً مع أذربيجان، حيث باعت لها أسلحة بمليارات الدولارات.
بحسب بيانات تغطية السلم والحرب للمعهد للعام 2015-2019، كانت إسرائيل مصدر 60% من متوسط مشتريات الأسلحة السنوية لأذربيجان. ومن بين الأسلحة، تم التركيز بشكل خاص على الطائرات المسيرة، وخاصة الاستطلاعية والتكتيكية.
كما قررت أذربيجان إنتاجها على المستوى المحلي، من خلال مشروع مشترك بين وزارة الصناعة الدفاعية والشركة الإسرائيلية لأنظمة الدفاع الجوي (Aeronautics Defense Systems).
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت شركة إلتا سيستمز (Elta Systems ) الإسرائيلية بتزويد باكو بخريطة رقمية معقدة لآرتساخ، مما أعطى القوات الأذربيجانية ميزة كبيرة خلال العمليات.
خلال صراع عام 2020، سمح النقل الجوي عبر المجال الجوي لتركيا وجورجيا للقوات الأذربيجانية بتزويد الذخيرة والمعدات بشكل ثابت بمساعدة حوالي مائة طائرة شحن.
سؤال لا مفر منه: ماذا ستستفيد إسرائيل من هذا التحالف؟
أولاً، يخلق فرصة للحصول على البنية التحتية للاستخبارات العسكرية المناهضة لإيران، والتي تقع في موقع استراتيجي على أراضي أذربيجان، على الحدود مع إيران.
وتشعر السلطات الأذربيجانية بالقلق من إمكانية استخدام إيران للعامل الديني للتأثير على باكو. أعرب بعض أعضاء البرلمان الإيراني عن شكوكهم حول صحة الحدود بين البلدين، مشيرين إلى أن العديد من مواطني أذربيجان، وخاصة أولئك الذين يعيشون في ناخيتشيفان، يعتزمون الاتحاد مع الوطن الأم الإيراني والتخلص من النفوذ التركي والإسرائيلي في القوقاز .
فالجمهورية الإسلامية على خلاف مع أذربيجان لأسباب مختلفة، بما في ذلك “ممر زانغيزور”، الذي، كما تؤكد طهران، يعني ضمناً تغييراً في الحدود، مما يعيق وصول أرمينيا إلى إيران.
وهكذا، شمل التعاون بين باكو وتل أبيب إنشاء مركز تجسس إلكتروني على الحدود الجنوبية لأذربيجان لمراقبة أنشطة إيران.
كما سمحت باكو للموساد بإنشاء قاعدة عمليات أمامية على أراضيها لإجراء عمليات داخل إيران، مع تزويد إسرائيل بمطاراتها إذا احتاجت تل أبيب إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
ومع ذلك، فإن التعاون بين إسرائيل وأذربيجان لا يقتصر على المجال العسكري، بل يمتد أيضاً إلى المشاريع الاقتصادية.
تشارك شركات إسرائيلية في مشاريع إعادة تأهيل “الأراضي المحررة” في آرتساخ.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على نفط باكو. وبحسب بيانات مركز البحوث الإقليمية، تم استلام 65 بالمائة من نفطها الخام في عام 2021 من أذربيجان.
يكشف تحليل الديناميكيات المعقدة للعلاقات بين إسرائيل وأذربيجان في سياق صراع كاراباخ عن شبكة معقدة من المصالح الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية التي شكلت العلاقات بين هؤلاء اللاعبين الإقليميين.
وعلى الرغم من أن هذا التحالف غالبًا ما يتم تجاهله في المناقشات الأوسع نطاقاً حول الصراع، إلا أنه أثبت أهميته لكلا الجانبين، حيث يوفر منافع متبادلة في المجالين الأمني والاقتصادي.
إن دور إسرائيل كمورد رئيسي للأسلحة (خاصة الطائرات المسيرة) أعطى أذربيجان مزايا عسكرية كبيرة وساعد باكو على شن هجوم ناجح في غضون 24 ساعة فقط، مما أجبر آرتساخ على الاستسلام.
وهكذا يصبح التعاون بين إسرائيل وأذربيجان عنصراً حاسماً في تشكيل توازن القوى والديناميات الجيوسياسية في منطقة القوقاز.
ويؤكد هذا التعاون على التشابك العالمي بين المناطق وتوسيع المصالح الإقليمية خارج حدودها.