بحسب “سكاي نيوز عربية”، مع اختلاف وتغيُّر الأرقام الصادرة عن حركة حماس وإسرائيل بشأن عدد الرهائن الذين تم نقلهم إلى قطاع غزة منذ اشتعال الصراع الأسبوع الماضي، فإن الأكثر غموضا هو ما يخص أين تم إخفاء الأسرى.
تبذل عدة دول جهودا لإبرام صفقة لتبادُل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خاصة النساء والأطفال، ومنها مصر وتركيا وقطر وأنباء كذلك عن استعداد الصين للقيام بدور فعال في الأزمة.
عدد الرهائن
في أحدث إحصائية، تحدَّث الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدّثين العسكريين في الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي، الإثنين، بوجود 199 أسيرا، وتم إبلاغ عائلاتهم بذلك.
وسبق أن تحدَّثت إسرائيل عن 155 أسيرا، بينما أعلن المتحدث باسم كتائب “القسَّام”، أبو عبيدة، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الإثنين، أن إجمالي عدد الأسرى في غزة، يتراوح ما بين 200 إلى 250، قُتل 22 منهم في قصف إسرائيلي استهدف القطاع.
ولم تقدِّم السلطات الإسرائيلية بعد تفاصيل محدّدة بشأن هويات الأسرى القتلى، لكنّ مسؤولين عسكريين قالوا إنَّ بينهم كبار سن وأطفالا، وتم أسر معظمهم من بلدات حدودية إسرائيلية صغيرة.
أسرى من عدّة دول
ليس كل الأسرى إسرائيليين، فمرجّح أن بينهم جنسيات عديدة أخرى، خاصّة أن عددا من الدول، مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، تحدّثت عن فقد مواطنين لها في إسرائيل.
أرسلت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في الاستخبارات والتخطيط للمساعدة في تحديد مكان الرهائن وإنقاذهم.
كما اعترفت حماس بأن لديها أسرى مِن جنسيات أخرى، وتستخدمهم الحركة ورقة لكي تضغط دولهم على إسرائيل لعدم تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة؛ حرصا على حياتهم، وفق محللين، وتأمل حماس كذلك في أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الذين لديها.
نقل الأسرى مِن مكانٍ لآخر
تُدلي الباحثة الأميركية المتخصّصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”، بتوقعاتها بشأن أماكن الأسرى، والمشكلة التي تواجه حماس في الاحتفاظ بهم، خاصة لو طال أمد الصراع:
على الأرجح، لا يتم احتجاز الرهائن جميعا في نفس الأماكن، خاصّة الأنفاق، وفي نفس الوقت، وربما تكون لدى حماس مدن سرية تحت الأرض وفقا لما تظهره صور أنفاق الصواريخ التي نشرتها كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس.
يتمركز مقاتلو حماس على عمق يصل إلى 30 أو 40 مترا تحت الأرض، وينتشرون بعيدا عن نطاق الضربات، ويمكن لبطاريات قاذفات الصواريخ المخبّأة على عمق بضعة أمتار أن تخرج من خلال نظام الباب المسحور لتطلق النار وتختفي مرة أخرى.
مِن المرجَّح أن حماس استخدمت متاهة الأنفاق الخاصة بها لإدخالهم إلى غزة والمتصلة بالمداخل السرية إلى المساكن العادية أو المستشفيات حيث يوجد مقر حماس الرئيسي أو مناطق أخرى.
مع وجود أكثر من 200 شخص، كثير منهم من المعاقين أو الأطفال وكبار السن الذين لا يمكن نقلهم بسهولة، تواجه حماس معضلة العثور على أماكن أخرى لنقلهم، خاصة أنه مهم لها أن تحتفظ برهائن في مواقع مختلفة حتى لا تفقدهم جميعا، ولتحافظ على موقف تفاوضي قوي، وأيضا لتعقيد أي ضربات جوية أو عمليات برية للجيش الإسرائيلي.
لهذا السبب، مِن المحتمل أن يقوموا بإحضار بعضهم تحت الأرض، وأولئك الذين لا يحتاجون إلى رعاية طبية شديدة، أما القادرون على المشي بمفردهم، ربما يتم نقلهم إلى السطح في مناطق مختلفة.