
ألقى أرمين كيفوركيان، عضو وفد جمهورية أرمينيا في الجلسة العامة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا خطاباً خلال مناقشة “تحدي الأيديولوجية اليمينية المتطرفة للديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا”.
بحسب كيفوركيان: وقد قدم التقرير أحد أعضاء الحزب الحاكم في الدولة التي نفذت للتو تطهيراً عرقياً كاملاً للسكان الأرمن الأصليين في ناغورنو كاراباخ. ومن الغريب تماماً أن يقدم ممثل أذربيجان تقريراً عن حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي.
وتتكون الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة بشكل رئيسي من المشاعر القومية وكراهية الأجانب والنضالية والاستبدادية. كل هذا موجود في أذربيجان منذ عقود.. إن التطهير العرقي الأخير الذي حدث في ناغورنو كاراباخ لا يشكل مصدر قلق للأرمن فقط… إن خلق مثل هذه السوابق سيكون بمثابة حافز لعدوان الحرب للعديد من الديكتاتوريات الأخرى التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط، وسوف يساهم في مقاربات الأيديولوجية اليمينية المتطرفة.
واليوم تحتجز أذربيجان عدداً كبيراً من الأرمن بشكل غير قانوني وغير أخلاقي. ومن بينهم أشخاص تم انتخابهم في انتخابات ديمقراطية خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، وقادوهم كممثلين قانونيين لشعبهم من أجل الحرية وتقرير المصير. وفي المقابل، ظلت أذربيجان تحكمها نفس العائلة لمدة 30 عاماً بالضبط.. فهل هذا شكل من أشكال الإيديولوجية اليمينية المتطرفة أم نوع جديد من الديمقراطية التي تمت رعايتها تحت رعاية مجلس أوروبا؟
أيها الزملاء، لقد تلقت قيادة هذا التجمع تقريراً شاركتُ في كتابته في أبريل 2022 بعنوان “عسكرة الدين وانعكاساتها على الأمن الديمقراطي الأوروبي”… وتم إعداد التقرير من أجل تزويد الجمعية بالأدلة ولمحة عامة عن بعض مظاهر ممارسات الدولة التي شكلتها حكومتا أذربيجان وتركيا، والتي تهدف إلى انتهاك حقوق الإنسان للأرمن على أسس عنصرية ودينية، وكذلك ضد تحاول المجتمعات الإسلامية في أرمينيا والأرمن والدول الأوروبية بشكل عام.
لقد أظهر بشكل حاسم أن حكومات تلك البلدان تآمرت لإساءة استخدام القوانين والقيم الليبرالية الأوروبية وتجرأت على خلق تناقضات داخل أوروبا وضد أوروبا من خلال “ثغرات” مؤقتة… والهدف الرئيسي، في رأيي، كان ولا يزال خلق أشكال جديدة من التضامن في أوروبا كورقة مساومة في العلاقات مع الدول الأوروبية. إن هذه الجهود الرامية إلى استخدام هياكل الشتات التركي في أوروبا بشكل فعال ليست أكثر من محاولات لتسليح أنفسهم بالدين في مجتمعات أوروبية متعددة الثقافات، الأمر الذي يمكن أن يعرض الأمن الأوروبي للخطر.
وأضاف كيفوركيان: “في تلخيص خطابي، يجب أن أقول إنه من أجل وقف انتشار التطرف اليميني المتطرف، يجب على مجلس أوروبا أن يقوم بواجبه المهم للغاية المتمثل في التطهير الذاتي ووقف عضوية الدول الاستبدادية”.