ذكرت أذربيجان في المادة الثانية من إعلان استقلالها أنها خليفة أذربيجان مابين عامي 1918- 1920، لم تكن هناك جيوب (أرض حبيسة) في تلك السنوات، لذلك يجب على أذربيجان جمع الخرائط المزيفة التي لم يتم التحقق منها وإعادتها إلى المقر اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق، الذي أصبح خليفته الآن وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي.
وبهذا قال الجغرافي ورسام الخرائط روبين كاليتشيان خلال المناقشة بعنوان “ماذا تقول الخرائط..؟”
تجدر الإشارة إلى أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تحدث مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قبل الاجتماع حول التسوية الأرمنية الأذربيجانية في بروكسل. وبحسب وسائل الإعلام الأذربيجانية والروسية، ذكر علييف في حديثه مع ميشيل ثمانية جيوب (أراضي حبيسة)، بحسب قوله، “تحتلها أرمينيا، ويجب تحريرها”.
أظهر كاليتشيان خريطة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لعام 1926، والتي تم التصديق عليها من قبل وزارة الشؤون الداخلية والتي لا توجد بها مناطق سواء في أراضي أرمينيا أو أذربيجان. علاوة على ذلك، فإن بعض أراضي جمهورية الاتحاد السوفيتية الثابتة في تلك الخريطة بمساحة 1200 كيلومتر مربع تم نقلها لاحقاً إلى أذربيجان. وبحسب الخريطة نفسها، فإن نهر أغافنو هو الوحيد الذي يفصل أرمينيا عن ناغورنو كاراباخ. وفي وقت لاحق، تم نقلهم إلى الأذربيجانيين في الأراضي المجاورة.
كما أظهر كاليتشيان خريطة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لعام 1932، والتي بموجبها لا توجد جيوب (أراضي حبيسة) في أي من البلدين. ظهرت على خريطة عام 1940: اثنان في تافوش، والآخر في محافظة أرارات، وكذلك آرتسفاشن في أذربيجان. وعلى الرغم من أن هذه الجيوب قد تم رسم خرائط لها، إلا أنه لا توجد وثيقة تتعلق بها، أي أنه لا يوجد أساس قانوني يثبت تثبيتها في أرشيفاتنا أيضاً… ورغم هذا الظرف، نشرت أذربيجان أطلسا في عام 2014، ضمت فيه الجيوب الواقعة في أراضي أرمينيا، لكن لم يتم ذكر آرتسفاشن.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية قبل عامين أنه إذا ادعت أرمينيا أن هذه الجيوب (الأراضي الحبيسة) هي أراضيها، فعليها تقديم وثيقة رسمية.. ولكن في الواقع، هذا هو النهج المعاكس، لأن الأراضي المحددة تقع داخل جمهورية أرمينيا، وبالتالي فهي تابعة لأرمينيا. وإذا كان لأذربيجان أي مطالبة بالأراضي المذكورة، فيجب عليها تقديم أسس قانونية، وهي في الواقع غير موجودة”.
وذكر كاليتشيان أنه وفقاً للمقر العسكري لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، فقد تم التصديق على الخرائط بمشاركة ممثلي أرمينيا وأذربيجان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وعلى أساسها تم اعتماد إعلان ألما آتا في عام 1991. ويطرح الأذربيجانيون الآن مثل هذه الخرائط التي تضم أجزاء من البحيرة السوداء وإيشخانسار في أذربيجان.
ووزعت أذربيجان تلك الخرائط المزورة على جنودها وحرس الحدود المتواجدين على الحدود. وعندما أعلن رئيس الوزراء نيكول باشينيان أن أراضي أرمينيا تبلغ 29800 كيلومتر مربع، فهذا يعني أن الأراضي التي احتلتها أذربيجان من عام 2021 حتى الآن متضمنة أيضاً، والتي تبلغ حوالي 240 كيلومتراً مربعاً وأغلبها مرتفعات استراتيجية، وهي بالمناسبة لقد اعترفت أذربيجان بالفعل بأنها منطقة ذات سيادة لجمهورية أرمينيا بموجب إعلان عام 1991.
— معاني كلمات (الأرض الحبيسة): منطقةٌ مُنفصلة عن إقليمها داخل إقليم غريب، أو (الأرض المستحاطة): جزء من بلد ما تُحيط به أرض أجنبية، هي أمثلة لمطوقات. وخلافاً للأرض المستحاطة، فإن الأرض الحبيسة يمكن أن يحيط بها العديد من الدول.
