
بحسب الباحث والمحلل في الشؤون العربية أرمين بيدروسيان، فإن سبب التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي الأخير هو نتيجة المزيد من الحقائق العالمية، أي أن هناك تغييراً يحدث في النظام العالمي، له تأثير خاص على مناطق مختلفة، وفي العالم.
وفي هذا السياق، فإن الفلسطينيين، باعتبارهم أحد أبرز ضحايا النظام العالمي السابق، يتواجدون على نطاق واسع غير مسبوق، وهم يذكرون أنفسهم من خلال أفعالهم بالمشكلة (قضيتهم) المستمرة منذ ثمانية عقود.
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب تقرير وزارة الدفاع الإسرائيلية، هاجم الجيش الإسرائيلي ليلاً أكثر من 500 هدف تابع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بالطائرات المقاتلة والمروحيات والمدفعية.. وبحسب المتحدث باسم الإدارة فإن القتال مستمر في 7 أو 8 أماكن. وبعد يومين من هجوم حماس، وصل عدد الضحايا في إسرائيل إلى أكثر 700، وتم أسر حوالي أكثر من مائة شخص. وقد تجاوز عدد الضحايا بين الفلسطينيين 400 شخص.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تبذل جهوداً حثيثة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والتي تعد القضية الفلسطينية أحد مكوناتها الأساسية. وفي الماضي، اعتبرت السعودية أن حل القضية الفلسطينية هو الشرط الأساسي لتسوية العلاقات مع إسرائيل.
ولا يرى بيدروسيان وجود صلة بين الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والتطورات في جنوب القوقاز، مهما كانت العلاقات بين إسرائيل وإيران متوترة.. وأكد أن الرعاة الأجانب الرئيسيين لحماس هما تركيا وقطر، والممول الرئيسي هو “الجهاد الإسلامي”، وأن إيران تدعم الحركة بالتكنولوجيا البحتة.
وأضاف: “في ضوء الحقائق الخطيرة الناشئة في المنطقة في الوقت الحالي، تتجنب إيران بكل الطرق الممكنة أي تصعيد عسكري جديد محتمل، وبالتالي ليس لإيران مصلحة في التسبب أو تحريض الجماعات التي تتلقى الدعم منها على التصعيد العسكري، الأمر الذي يمكن أن يكون له عواقب خطيرة”، وعواقب على نفسها أيضاً. إن إيران، التي تتجنب المواجهة العسكرية، تحاول دائما التوصل إلى حل المشاكل عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضاف: “لقد كانت مصر دائما وسيطا في تسوية الصراع المذكور، وفي هذه اللحظة تجري محاولة من خلالها ومن خلالها من خلال قطر لبدء عملية تفاوض حول القضايا الإنسانية”.. ولكن بالنظر إلى أن العواقب المترتبة على المواجهة الأخيرة كبيرة بما فيه الكفاية، فإن إسرائيل ستحاول توجيه ضربة موجعة وواسعة النطاق لحماس، لأن خسائرها كبيرة للغاية.