
بحسب ” news.am”، أفادت هيومن رايتس ووتش (Human Right Watch ) أن الناس في آرتساخ (ناغورنو كاراباخ) واجهوا أزمة إنسانية حادة وانعدام ثقة خطير في مستقبلهم.
وأشارت إلى أن “هناك تقارير حديثة تفيد بأن عدداً كبيراً من الأرمن العرقيين غادروا المنطقة الجبلية يعد استعادة السيطرة على تلك المنطقة نتيجة العملية العسكرية الأخيرة التي قامت بها أذربيجان. قد لا يتمكن البعض من الذهاب إلى أرمينيا، ولكن حتى أولئك الذين يستطيعون، ما هو المصير الذي ينتظرهم؟
يأتي التوغل المسلح الأخير لأذربيجان بعد أشهر من الحرمان في ناغورنو كاراباخ بعد أن أغلقت أذربيجان ممر لاتشين المهم الذي يربط المنطقة بأرمينيا في كانون الأول ديسمبر. منذ منتصف حزيران يونيو، منعت أذربيجان جميع الشحنات الإنسانية التي كانت تقوم بتسليمها قوات حفظ السلام الروسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويعاني سكان المنطقة (عشرات الآلاف من الأرمن العرقيين) من نقص حاد في الغذاء والدواء ومنتجات النظافة وغيرها من الضروريات الأساسية منذ عدة أشهر. حتى أن الحصار المفروض على أذربيجان شمل منع الصليب الأحمر بشكل دائم من إجلاء المرضى من المنطقة.
انتهت الحرب التي استمرت 44 يوماً في 2020 بوقف إطلاق نار غير مستقر. وينص الاتفاق على تواجد قوات حفظ السلام الروسية في ناغورنو كاراباخ والسيطرة على ممر لاتشين المهم حتى عام 2025. لكن كل هذا بدأ في الانهيار قبل عشرة أشهر، في نهاية عام 2022، والآن تشكل العمليات العسكرية الجديدة تهديداً خطيراً جديداً.
يمكن للجانبين أن يتجادلا إلى ما لا نهاية حول من له الحق في السيطرة على هذه المنطقة، لكن التهديد المباشر هو الاحتياجات الأمنية والإنسانية للسكان العرقيين الأرمن في آرتساخ.
واعتباراً من يوم السبت، وصلت بعض المساعدات الإنسانية أخيراً إلى كاراباخ، ولكن لا ينبغي للمرء أن ينسى المطالب الضخمة التي تراكمت خلال أشهر الصعوبات الناجمة عن الحصار الذي فرضته أذربيجان على ممر لاتشين.
تعلن السلطات الأذربيجانية أنه سيتم حماية حقوق جميع الأشخاص وسلامتهم، ولكن بعد أشهر من الحصار وعقود من الصراع، من الصعب قبول هذه التأكيدات. المراقبة الدولية ضرورية لكي تفي باكو بوعودها.
وإذا لم تتخذ السلطات الأذربيجانية خطوات لتلبية المطالب الإنسانية، فيمكن الاستنتاج أنها تحاول عمداً جعل حياة الأرمن العرقيين لا تطاق لدرجة أنه ليس لديهم خيار آخر سوى الفرار”.