استبعد مراقبون أن تحمل زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان ، والتي يلتقي خلالها مسؤولين ورؤساء عدد من الأحزاب، أي نتائج إيجابية للأزمة الرئاسية.
وكانت السفارة الفرنسية في بيروت، قد أعلنت أن لودريان، سيقوم بزيارة إلى لبنان لحث المعنيين للتوصل إلى حل توافقي لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقال خبراء إن زيارة المبعوث الفرنسي استكشافية ولا يمكنها المساهمة في حل الأزمة، لا سيما في ظل صب الاهتمام الداخلي على الأزمة المالية وحاكم مصرف لبنان، وعدم وجود أي توافق دولي حول انتخاب الرئيس.
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن كل الدلائل والمعلومات تشير حتى الآن إلى أن الموفد الفرنسي لا يملك أي مبادرة جديدة أو خطوة عملية من أجل حل المشكلة اللبنانية.
“من الواضح أن الزيارة سريعة واستطلاعية، في محاولة لمعرفة مزيد من الواقع على الأرض، دون أن يكون هناك إمكانية للحل، خاصة حتى الآن الدول الخمس المعنية والتي اجتمعت لوضع صورة أو مبادرة مشتركة على لبنان ليست متفقة، على الرغم من البيان المشترك بين هذه الدول، لكن لا يوجد خطوات عملية حتى الآن”.
وقال إن الساحة اللبنانية الآن منشغلة أكثر بموضوع حاكم مصرف لبنان، والوضع المالي وانعكاساته، خاصة في ظل الأزمة المالية الكارثية التي تتجه لها البلاد، فجميع الأنظار تتجه للوضع المالي الاقتصادي، وتعيين حاكم مصرف لبنان.
ويعتقد أبو زيد، أن موضوع انتخاب رئيس الجمهورية حتى الآن هو مؤجل، لأنه لا يوجد اتفاق بين الدول الإقليمية والدولية المعنية، وبين القوى السياسية اللبنانية الداخلية، وأن الزيارة الفرنسية ستكون عادية دون أن يكون لها نتائج جدية فعلية لحل الأزمة اللبنانية.
من جانبه اعتبر، أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، أن هناك مصلحة فرنسية وأوروبية في إيجاد حل للأزمة اللبنانية، إذ أن عدم انتخاب الرئيس يعرض بيروت للانفلات الأمني والمزيد من الانهيار الاقتصادي.
وقال إن “لورديان كلف من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الخليج، لعله يجد مخرجا للأزمة هناك، مستبعدًا أن يكون هناك أجندة محددة يجري تنفيذها في لبنان، بيد أن الجميع يسعى للتوافق على شخصية لبنانية غير مستفزة، لديها القدرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخطة للخروج من الأزمة، والقدرة على تطبيق الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، وإخراج لبنان من هذا المأزق لتفادي الانفلات الأمني الذي قد يؤدي لخروج النازحين لجهات مختلفة يرى فيها الغرب تهديدًا له ولأمنه القومي”.
ويعتقد سركيس أن “معظم اللبنانيين يرشحون اسم قائد الجيش، جوزيف عون، تلك الشخصية التي قد تحظى بإجماع أكثرية القوى السياسية، وهذا ما يريح الوضع في لبنان ويؤدي إلى انفراجة في الأزمة الإقليمية، خاصة بعد الاتفاق الصيني بين السعودية وإيران”.
وأدان وزير الخارجية اللبناني، عبد االله بو حبيب، قرار البرلمان الأوروبي الصادر، في 12 يوليو/ تموز الجاري، الذي ينص على استمرار دعم بقاء النازحين السوريين في لبنان.
وأكد الوزير اللبناني “ضرورة إطلاق حوار بناء وشامل بين لبنان والاتحاد الأوروبي حول كل الملفات، وبالأخص ملف النزوح السوري”
المصدر: إعلام لبناني + عربي بوست