
على الرغم من أن مفاوضات واشنطن الأخيرة جرت في فترة مهمة إلى حد ما، فليس من المناسب القول إنه تم تسجيل العديد من التغييرات الجذرية، مما جعل الأطراف أقرب إلى إبرام معاهدة سلام، لأن النقاط الأكثر أهمية وإشكالية، كما ذكر وزير الخارجية بلينكن أيضاً، ستتم مناقشتها في المستقبل… حسبما أفاد أرمنبرس.
وعبر المحلل السياسي نوراير دوناماليان عن رأي مماثل مشيراً إلى الجولة القادمة من المفاوضات الأرمنية الأذربيجانية التي عقدت في الولايات المتحدة.
بحسب دوناماليان، في يومي 29 و 30 يونيو، عقدت جولة أخرى من المناقشات في واشنطن حول اتفاقية تنظيم العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق أنها ترحب باستعداد وفدي أرمينيا وأذربيجان لمواصلة المناقشات الهادفة إلى إقامة سلام دائم بين البلدين.
“بعد بضعة أشهر، يمكن إجراء بعض التغييرات، ولكن ليس على طاولة المفاوضات الأرمنية – الأذربيجانية، ولكن في إطار ظروف أخرى، لأنه في وقت واحد مع المفاوضات يتم إطلاق النار على الحدود في ناغورنو كاراباخ، لذلك، “جرت محاولة للضغط على الجانب الارميني وفرض شروط محددة عليه”.
وفي رأيه، عندما تتخذ الولايات المتحدة مثل هذه المبادرات، كما في حالة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل أو صربيا وكوسوفو، فإن لديها دائماً رؤيتها الخاصة وترى نتائج النزاعات من منظورها الخاص، بالاعتماد على مبادئها المتعلقة المستوطنات. وفي حالة النزاع الأرمني الأذربيجاني، تحاول الولايات المتحدة تقديم رؤيتها، بصفتها وسيطاً وصانع سلام، وبالتالي تسعى إلى تحقيق عدة أهداف ناشئة عن مصالحها.
“من ناحية، تتنافس واشنطن مع روسيا في مجال صيغ التفاوض وتحاول تهيئة الظروف لإبرام معاهدة السلام في وقت أقرب من خلال تقديم منصة وساطة، وتحاول الولايات المتحدة حل النزاع في سياق مشكلة إقليمية عالمية.
كما أن لدى واشنطن أدوات معينة للتأثير على أذربيجان، لكن يجب أن نتذكر أن العامل التركي موجود أيضاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وأذربيجان، مما قد يحد من قدرة البيت الأبيض على ممارسة الضغط على الجانب الأذربيجاني.
يمكن للإدارة الأمريكية حتى تطبيق العقوبات، لكن أذربيجان تنتهج سياسة متوازنة لتجنبها، أي أنها لا تصبح ضحية للصراع الروسي الأمريكي، بل تعتبر مصدراً مهماً للطاقة بالنسبة للغرب القانع”.
تابع المحلل السياسي، وفي إشارة إلى مسألة ما إذا كانت إدارة بايدن تريد تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني قبل الانتخابات الوطنية المقبلة، معتبرا إياه إنجازاً، أكد دوناماليان أن هذا الصراع، بغض النظر عن كل شيء، ليس له أولوية للولايات المتحدة.. ومن وجهة نظر الخطاب السياسي العام، هذه القضية ليست بنفس أهمية النزاع المسلح الروسي الأوكراني. وأضاف، “حتى لو كانت وساطة الجانب الامريكي فعالة وتحقق السلام فلن تعتبر مورداً او مكافأة في الانتخابات المقبلة. تعتبر تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني جزءاً من لعبة كبيرة، من أهدافها التنافس مع روسيا في جنوب القوقاز والحد من نفوذ الاتحاد الروسي في منطقتنا، بحيث يكون الأخير يغير نهجها في بعض القضايا”.