
في حديث مع “أرمنبريس”، تطرق الخبير السياسي تيغران غريغوريان إلى وساطة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بين أرمينيا وأذربيجان في واشنطن، وأشار إلى أنه كانت رسالتا أرمينيا وأذربيجان بخصوص مفاوضات واشنطن متطابقة في محتواها. وقال أنه يتولد الانطباع بأن الأطراف يمكن أن تتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا التي تؤدي إلى القضايا الرئيسية، لكن القضايا الرئيسية تظل دون تسوية ولا يوجد تقدم في هذا الصدد.
بعد انعقاد الاجتماع الثلاثي مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، شكر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وفدي البلدين على عملهما الشاق الهادف إلى تحقيق سلام دائم. وبحسب قول بلينكن، توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن بعض المواد الإضافية، وعمقا من فهم المواقف بشأن القضايا الأخرى التي لم يتم حلها، وأقرا أيضاً بأنه لا يزال هناك عمل شاق يتعين القيام به للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وأكد غريغوريان: “كما رأينا، كانت البيانات التي تم الإدلاء بها بعد المفاوضات أكثر تحفظاً بكثير من البيانات قبل جولة مفاوضات واشنطن. ويشير هذا إلى تصريح وزير الخارجية بلينكن الذي قال سابقاً إنه يمكن توقيع معاهدة السلام قريباً. تحدث هذه المرة بتفاؤل، لكنه أشار أيضاً إلى أنه كلما تقدمت الأطراف، زادت صعوبة العملية، لأنه ستتم مناقشة القضايا الأكثر تعقيداً في النهاية، أي لا تزال الخلافات الرئيسية في المفاوضات محفوظة”.
وتطرق غريغوريان إلى حقيقة أن أذربيجان تلجأ إلى استفزازات جديدة قبل إجراء مفاوضات مهمة أو بالتزامن معها، وأكد أن مسار العمل الأخير لم يسبق له مثيل حقاً.
وتابع الخبير السياسي: “في الماضي، كانت المفاوضات مقترنة بإطلاق النار من الجانب الأذربيجاني، لكن من الصعب تذكر اجتماع واحد لمسؤولين رفيعي المستوى في العقد الماضي، قامت باكو خلاله أو قبله بالتصعيد. استخدمت أذربيجان هذه المرة نيران المدفعية والصواريخ المضادة للطائرات في آرتساخ، مما أدى إلى إصابة القوات المسلحة بأربع ضحايا. في هذه الحالة المحددة، أهداف باكو واضحة. يرسل الجانب الأذربيجاني رسائل إلى أرمينيا والدول الوسيطة مفادها أنه إذا لم يقبل الجانب الأرمني مطالب أذربيجان على طاولة المفاوضات، فإن الأخيرة ستفرض تلبية هذه المطالب على الأرض.”
ووفقاً لـ غريغوريان، تتعلق الرسالة الثانية بنزع سلاح جيش آرتساخ، وفي هذه المرحلة يبدو أن باكو جعلت هذه المسألة شرطاً مسبقاً في المفاوضات، لذلك، ببدء التصعيد الأخير، تحاول لفت انتباه الجميع إلى هذه المسألة. ومن أجل إعداد أرضية مناسبة لعملياتها العسكرية، تنشر باكو معلومات خاطئة تفيد بأن مجموعات آرتساخ المسلحة قد نفذت استفزازاً آخر، لذا كان عليهم الرد.
وأضاف غريغوريان: “تزيل أذربيجان بأفعالها شرعية وساطة واشنطن نفسها، وهذا أمر مفهوم للجميع. أصدرت الخارجية بياناً، لكنه كان ضعيفاً جداً في محتواه، حيث تمت دعوة الجانبين مرة أخرى إلى الامتناع عن الاستفزازات، رغم أنه من الواضح أن أذربيجان تنتهك نظام وقف إطلاق النار. تستخدم أذربيجان بمهارة عملية الوساطة الأمريكية. إنهم يفهمون جيداً في باكو أن الجانب الأمريكي غير مهتم بفشل عملية السلام، لكنه لن يتخذ خطوات أحادية الجانب ضد أذربيجان”.
وبحسب قول الخبير السياسي، يجب على الوسطاء أن يفهموا أنه لا معنى للحديث عن تحقيق سلام شامل في مثل هذا الجو، وإذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية من قبل الوسطاء، فإن أذربيجان ستحاول تقديم مطالبها إلى الجانب الأرمني من خلال قوة.