
عُقدت أول مشاورات سياسية بين وزارات خارجية أرمينيا وإيران والهند على شكل ثلاثي في يريفان، ونوقشت خلالها آفاق التعاون الثلاثي في المجالات الاقتصادية والإقليمية، وفي مختلف المجالات.. وكانت قضية ممر النقل الدولي “بين الشمال والجنوب” في صميم المناقشات… حسبما أفاد azg.am
العلاقات بين أرمينيا والهند مشروطة بالقواسم المشتركة التاريخية والثقافية والعلاقات المتبادلة ذات المغزى الدولي.
يمكن قول الشيء نفسه عن العلاقات بين إيران والهند منذ قرون، والعلاقات الأرمينية الإيرانية، والتي تتوافق مصالحها الجيوسياسية.. وحالياً، نضيف على هذا مشروع ممر النقل الدولي الذي يربط “شمال – جنوب” إلى العوامل التي توحد الدول الثلاث، والتي تم وضع حجر الأساس لها عام 1999 بتوقيع اتفاقية من قبل مجموعة من شركات النقل الهندية والإيرانية والروسية لحملها، نقل البضائع عبر ممر النقل الدولي.
في عام 2018، أصبحت اتفاقية التعاون الاقتصادي بين إيران والهند في جزء من ميناء تشابهار الإيراني أحد أهم المعالم في التاريخ الحديث للتعاون الإيراني الهندي.
يمكن لإيران، التي تعمل على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الهند، تفعيل التعاون مع الهند فيما يتعلق بإطلاق ناقلات الطاقة والطرق السريعة.
إن احتمال أن تصبح الهند قوة اقتصادية عظمى وإشراك عاصمتها في اقتصاد إيران وأرمينيا لا يفلت من اهتمام طهران ويريفان.
تقع إيران والهند وأفغانستان وروسيا وآسيا الوسطى والقوقاز في قلب ممر النقل الدولي “بين الشمال والجنوب”.. ولكل من إيران والهند دور مهم وهام في إطلاق هذا الممر.
إن ميزة جغرافية إيران لتوحيد الخليج الفارسي وبحر قزوين مهمة للهند.. تهتم الهند أيضاً بفرص إيران للتواصل مع أفغانستان وآسيا الوسطى والقوقاز وموارد الطاقة الغنية في البلاد.
إيران أيضاً، مهتمة بالموقع الاستراتيجي للهند، لأنه من خلال الهند، يمكن لإيران أن تكتسب مجالاً واسعاً من التعاون مع خامس أكثر دولة تقدماً اقتصادياً في العالم.
وفي إطار التعاون الثنائي بين إيران والهند، ومع مراعاة التوتر القائم بين إيران وأذربيجان بشأن إطلاق “الممر الطوراني” ومكان ودور بلدنا فيه، فإن مسألة مشاركة أرمينيا مهمة للغاية.
حالياً، تدير الهند سياستها في جنوب القوقاز بشكل منفصل، في شكل علاقات ثنائية مع أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، وليس لديها استراتيجية عامة لجنوب القوقاز.
من وجهة نظر الهند، فإن أذربيجان، التي أقامت علاقات استراتيجية مع باكستان وخرجت بتفسير مؤيد لباكستان حول وضع كشمير، هي نفسها عامل مزعزع للاستقرار.
يعد الموقع الجغرافي لجنوب القوقاز مهماً من حيث ربط الهند بروسيا والبحر الأسود، لأن أرمينيا وأذربيجان عضوان أيضاً في ممر نقل البضائع الدولي بين الشمال والجنوب.. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع جنوب القوقاز بإمكانيات كبيرة للهند، والتي يمكن أن تهم الهند في عبور ناقلات الطاقة والمعادن والتقنيات.
تهتم الهند أيضاً بالتعاون الاستراتيجي بين أذربيجان وباكستان في مجال الأمن. لهذا السبب، فإن التعاون بين الهند وأرمينيا أكثر من منطقي.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحدود بين إيران وأرمينيا ذات أهمية حيوية أيضاً للهند. لأنه في غياب تلك الحدود، لن تتمكن الهند من الوصول إلى البحر الأسود إلا عبر أذربيجان، التي تتمتع بعلاقات استراتيجية مع منافستها باكستان.
بناءً على هذا المنظور، تم في السنوات الأخيرة توقيع اتفاقيات مهمة بين أرمينيا والهند بغرض الحصول على الأسلحة والذخيرة.. في الواقع، تتطابق أفكار دلهي حول الممر “الطوراني” مع موقف طهران، لأن الحدود بين أرمينيا وإيران، من حيث ربط الهند بالبحر الأسود، وكذلك تقدير أهمية الممر بين الشمال والجنوب، مهمة بالنسبة لـ دلهي.
ويمكن ملاحظة أن الحاجة إلى إجراء مشاورات في شكل ثلاثي بين وزارات خارجية أرمينيا وإيران والهند هي حقيقة لا يمكن إنكارها.. الخبراء مقتنعون بأن هذا الشكل له إمكانات كبيرة، ويمكن أن يرتفع مستواه إلى مستوى وزراء الخارجية، حتى أعلى ممثلين للسلطة التنفيذية، مما سيزيد من القيمة للعلاقات السياسية بين البلدان.