
جاء في البيان الصادر عن وزارة خارجية جمهورية أرمينيا بمناسبة الذكرى 108 للإبادة الجماعية الأرمنية أنه يهدف الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية الأرمنية إلى منع تكرار جرائم مماثلة ضد الإنسانية في أي ركن آخر من العالم.
وقيل في البيان: “اليوم، 24 نيسان أبريل، يحيي الشعب الأرمني في جميع أنحاء العالم ذكرى شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية التي وقعت في الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين.
ونتيجة لهذه الجريمة المخططة وغير المسبوقة ضد الإنسانية، قُتل مليون ونصف مليون أرمني في 1915-1923، وتعرض مئات الآلاف للعنف والترحيل القسري، وحرموا من فرصة الحفاظ على هويتهم في وطنهم. هذه الجريمة، التي ارتكبت ضد شعب بأكمله بسبب جنسيته، كونه أرمنياً، أصبحت فيما بعد أساساً لتعريف جريمة الإبادة الجماعية وانعكست في الاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
بعد أكثر من قرن من الزمان، يمكن تسجيل أن الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية من قبل حوالي ثلاثين دولة على مستوى الدولة هو مظهر من مظاهر التضامن الذي أظهره المجتمع الدولي في إدانة جريمة الإبادة الجماعية والاعتراف بها. فضلا عن اعتماد القرارات والإعلانات ذات الصلة من قبل عدد من الهياكل الدولية، والاعتماد بالإجماع لقرارات “منع الإبادة الجماعية” التي أقرتها جمهورية أرمينيا داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
يهدف الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية إلى منع تكرار جريمة مماثلة ضد الإنسانية في أي ركن آخر من العالم، بما في ذلك التهديد بالتطهير العرقي الجديد. إن اللامبالاة والتسامح والإفلات من العقاب هي التي تجعل من الممكن تنفيذ هذه الجريمة الجماعية.
للأسف، اليوم كما قبل قرن من الزمان، فإن خطر سياسة الإبادة الجماعية واضح في أنحاء مختلفة من العالم. حتى اليوم، يواجه الأرمن الذين يعيشون في كاراباخ خطر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. إن السياسة العدوانية المستمرة لأذربيجان تجاه شعب كاراباخ، والخطاب المعادي للأرمن، والإجراءات التي تهدف إلى حرمانهم من وطنهم ومحو أثر الأرمن ليست سوى مظهر من مظاهر نوايا ارتكاب إبادة جماعية.
واليوم، وإذ نحيي مرة أخرى ذكرى شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية، وكرائد في النهوض بجدول أعمال منع الإبادة الجماعية، نعيد تأكيد التزامنا بالعدالة، والاعتراف بالحقيقة، ومنع ارتكاب إبادة جماعية جديدة وجرائم ضد الإنسانية، ومكافحة التمييز والتعصب على أسس عرقية ودينية”.