توثق العمليات والاجتماعات والبيانات الدولية والإقليمية أن موضوع ممر لاتشين لا يزال على جدول الأعمال.. بالتوازي مع المناقشات حول مسألة حصار أذربيجان على ممر لاتشين، أصبح الاختلاف بين مواقف أرمينيا وأذربيجان فيما يتعلق بقواعد العمل في الممر أكثر وضوحاً.
خلال الاجتماع في ميونيخ على شكل السادة (بلينكن- باشينيان- علييف) أعلن علييف أن أذربيجان تقترح إقامة نقاط تفتيش في ممر لاتشين.. لكن الجانب الأرميني يعتبر إقامة نقاط التفتيش غير مقبول، مؤكداً أنه وفقاً للبيان الثلاثي الصادر في 9 نوفمبر 2020، تضمن أذربيجان سلامة تنقّل المواطنين والمركبات والبضائع عبر ممر لاتشين من أرمينيا إلى أرتساخ وبالعكس.. والممر يخضع لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية.
بينما تَسارع أذربيجان إلى إعلانٍ أن الممر مفتوح ولا توجد عوائق، فإن الدعوات الموجهة إلى أذربيجان لفتح الممر واستعادة حركة المرور العادية لا تتوقف عن المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، فإن القرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في 22 شباط / فبراير في إطار “قضية أرمينيا ضد أذربيجان” جدير بالملاحظة.. ألزمت المحكمة الدولية لـ أذربيجان بضمان استمرار حركة النقل والأشخاص عبر ممر لاتشين. ولم تعتبر المحكمة أن تأكيدات أذربيجان بأنها تواصل ضمان الحركة عبر ممر لاتشين كافية.
كما ورحبت كل من قيادة جمهورية أرمينيا ورئيس أرتساخ أرايك هاروتيونيان بقرار المحكمة وأكدوا أهميته، مشيرين إلى أن هذا القرار هو أساس قانوني دولي آخر، وأن شعب أرتساخ الذين يتعرضون للتمييز العنصري والكراهية لا يمكنهم ببساطة العيش تحت حكم أذربيجان.. وأكد رئيس أرتساخ أنه مع قيادة جمهورية أرمينيا سيواصلان استخدام جميع الآليات القانونية الدولية قدر الإمكان لحماية حقوق شعب أرتساخ.
خلال هذا الوقت، لا تريد آلة الدعاية في باكو أن تلقي بظلالها على الإنجاز المهم للجانب الأرمني في المحكمة فحسب، بل تعلن أيضاً رسمياً أنها لن تغير طريقة عملها. على وجه الخصوص، أشار رئيس الخدمة الصحفية بوزارة الخارجية الأذربيجانية، في تعليقه على قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في 22 فبراير، إلى أن أذربيجان قد اتخذت جميع التدابير في حدود سلطتها لضمان التنقل الآمن عبر الممر.. لذلك ستستمر في القيام بذلك بعد قرار المحكمة ذي الصلة.
من الواضح أن كلا من الغرب وروسيا يريدان المساهمة في عملية تنظيم العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان. في هذا الصدد، يشار إلى أنه في نهاية شهر فبراير سيزور وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اذربيجان.