Topسياسةمحليات

الرئيس الأرميني يشير إلى أن سوريا ستتخطى هذه المحنة التي تعرضت لها نتيجة الزلزال.. ويؤكد على فعالية ودور السوريين الأرمن في أرمينيا

تستند العلاقات الأرمينية السورية إلى صداقة تاريخية عميقة ومتينة ومتجذرة عبر عقود طويلة من الزمن بين الشعبين والتي ترسخت على أسس حضارية وتاريخية وثقافية وإنسانية.

وعند التحدث عن العلاقات الأرمينية السورية لا يمكن عدم التطرق إلى الإبادة الجماعية الأرمنية، المرتكبة من قبل الامبراطورية العثمانية في عام 1915، حيث وجد الأرمن الذين نجوا من الإبادة الملجأ في سوريا ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري بتنوعه واندماجه الحضاري والثقافي.

وشهدت متانة علاقات البلدين في الأيام الأخيرة عندما ضرب الزلزال الجمهورية العربية السورية، وقامت جمهورية أرمينيا بإرسال المساعدات وفريق مكون من رجال الإنقاذ إلى سوريا لتقديم الدعم للحكومة السورية والشعب السوري.

وفي 22 من شباط فبراير، استقبل رئيس جمهورية أرمينيا فاهاكن خاتشاتوريان سفيرة الجمهورية العربية السورية لدى أرمينيا د. نورا أريسيان وأعضاء السفارة وممثلين عن الجالية السورية. وخلال اللقاء، تم التطرق إلى آثار الزلزال، إضافة إلى علاقات الصداقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.

وجدد الرئيس الأرميني استعداد بلاده لتقديم كل الدعم والمساعدات الممكنة بما يخفف من تداعيات الزلزال المدمر الذي تعرضت له سورية.

وعبّرت السفيرة أريسيان عن تقدير سورية وامتنانها لتضامن أرمينيا الذي تجلى من خلال إرسال فريق الإنقاذ وطائرات المساعدات الانسانية. وأكدت السفيرة السورية أن تلك المساعدات الإنسانية والإغاثية هي عبارة عن “جسر محبة” بين الشعبين والبلدين.

 من جهته أشاد الرئيس الأرميني بصلابة ومقاومة الشعب السوري فترة الحرب، وأكد على فعالية ودور السوريين الأرمن في أرمينيا، كما نوه أن سورية ستتخطى هذه المحنة، وأن أرمينيا على استعداد لمساعدة سورية ودعم الشعب السوري.

وكانت السفيرة السورية قد أشارت، في مقالتها التي نشرتها على صفحة مجلس الشعب السوري (parliament.gov.sy) العام الماضي إلى أنه: “تُظهر العلاقات الدبلوماسية بين سورية وأرمينيا خلال العقود الماضية السعي لإقامة علاقات متينة مبنية على صداقة تاريخية، وكذلك رغبة مشتركة في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقد صوّر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لا يمكن أن تقاس العلاقات بين سورية وأرمينيا بالجانب الرسمي وإنما يجب أن تقاس بجانبها التاريخي والشعبي والثقافي والعاطفي”.

وفي النهاية، أود أن أشير، كمشاركة سورية من أصول أرمنية في اللقاء الذي جرى أمس في القصر الرئاسي، إلى أنه أعتبر أن هذا اللقاء هو تجسيد حي لدفئ العلاقات بين البلدين، وأن هذا اللقاء كان بمثابة تعبير عن أهمية سورية والشعب السوري لأرمينيا والشعب الأرمني. وبرأي فهي ليست فقط علاقة صداقة قوية بل هي علاقة أخوة مبنية على المحبة والود.

وأود أن أذكر أن الرئيس الأرميني استقبلنا وسمع لوجهات نظرنا والتحديات التي واجهتنا وتواجهنا كأرمن سوريين مقيمين في أرمينيا، وأعرب الرئيس عن استعداده لتقديم المساعدة.

وفي الختام، أستطيع القول أن كل شخص في هذا العالم يملك وطن واحد، إلا أنا أملك وطنان سورية وأرمينيا.

بقلم: ماري قزانجيان

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى