مباشرة بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وعلى الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية والحدود مغلقة بين البلدين، مدت أرمينيا يدها الإنسانية لمساعدة الأشخاص المتضررين من الكارثة.. وبعد تلقي أول نبأ عن الزلزال، نقل رئيس الوزراء لجمهورية أرمينيا السيد نيكول باشينيان تعازيه لأسر ضحايا الزلزال وأجرى محادثة هاتفية مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان.
بعد يوم واحد فقط، أرسلت أرمينيا فريق الإنقاذ والبحث المكوّن من 27 عضواً إلى تركيا، حيث شاركوا بنشاط في عمليات الإنقاذ في منطقة “أديامان” من خلال جسر “ماركارا” الذي تم إغلاقه منذ عام 1993، كما أرسلت أرمينيا مرتين مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة في تركيا.
وفي 15 فبراير، ذهب وزير خارجية جمهورية أرمينيا أرارات ميرزويان شخصياً إلى أنقرة، حيث التقى بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.. كما زار ميرزويان منطقة “أديامان” والتقى مع فريق البحث والانقاذ الأرمينية التي تعمل هناك. وذكر تشاووش أوغلو خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أن أرمينيا مدت يدها الإنسانية لتركيا في هذه الأيام الصعبة وأبدت التضامن والتعاون.
كما ناقش الوزراء قضية فتح الطريق واتفقوا على ترميم جسر العاني.
بدوره شكر سيردار كيليش، الممثل الخاص لتركيا في عملية تطبيع العلاقات الأرمينية التركية عدة مرات على تويتر.
بالتوازي مع كل هذا، كانت آلة الدعاية الأذربيجانية نشطة، دون مراعاة الوضع الكارثي في تركيا، تحاول بنشاط نشر المشاعر المعادية للأرمن بأخبار كاذبة مختلفة وتسليط الضوء على الخطوات الإنسانية وعمليات الإنقاذ الارمينية.
وفي غضون ذلك، نفى وزير خارجية تركيا شخصياً نشر المعلومات المضللة.
على الرغم من أن مسؤول باكو لم يعلّق على التقارب بين أرمينيا وتركيا، فمن الواضح أن قيادة ذلك البلد ليست راضية بشكل خاص عن مثل هذا التطور في الأحداث.
وفي ليلة 16 فبراير، عاد فريق الإنقاذ الأرميني إلى أرمينيا عبر جسر “ماركارا” بعد ما أتمّوا عملهم في تركيا الذي استمر أكثر من أسبوع.
وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل ظروف الحصار المفروض على أرتساخ، كانت المبادرات الإنسانية التي أظهرتها جمهورية أرمينيا في موضع تقدير من قبل المجتمع الدولي.