
نتيجة لزلزال المدمر الذي ضرب في 6 فبراير / شباط سوريا وتركيا، عانت مجتمعات حلب واللاذقية وإدلب وحماة…
قالت زارميك بوغيكيان محررة في صحيفة “كانتساسار” اليومية الارمينية في حديثٍ مع صحيفة “نيوز أرمينيا”، خلّفَ الزلزال المدمر قتلى وجرحى، وتحدثت المحررة بشكلٍ خاص عن وضع المجتمع الأرمني…
وبحسب بوغيكيان هناك عشرة أشخاص (أرمن) الذين أصيبوا في سوريا نتيجة للزلزال المدمر، ثمانية منهم تم تخريجهم من المراكز الطبية بعد تلقي العلاج اللازم، ويستمر الاثنان الآخران في تلقي العلاج في المستشفى.
وأضافت: “أصيب اربعة بجروح خطيرة وخضعوا لعملية جراحية.. اثنان منهم استُشهدوا هما “الأم وابنها” ميرنا وألبير تنكيجيان، الزوج والابنة، يواصلون تلقي العلاج في المستشفى.. وبحسب بوغيكيان، “لا يوجد خطر على حياتهم”.
نتيجة لزلزال 6 فبراير / شباط، عانت مجتمعات حلب واللاذقية وإدلب وحماة الأكثر في سوريا. وبحسب المحررة لجريدة “كانتساسار”، اهتزت العاصمة السورية دمشق جراء الزلزال، لكن لم تحدث أضرار كبيرة.. يتركز الأرمن بشكل أكبر في مدينتي “حلب واللاذقية” السورية.
قدمت السلطة الوطنية للأبرشية الأرمنية قاعة كنيسة القديس كريكوريوس المنور للمشردين، والتي كانت مجهزة بجميع أنواع المرافق.. وفي الوقت الحالي، لدينا 60 أرمنياً بلا مأوى في حلب لا يمكنهم العودة إلى منازلهم أو شققهم، وقد جاء المتخصصون ذو الصلة، وتحققوا من أن المباني لا تصلح للسكن، ومن الخطر العيش فيها.
في كل من حلب واللاذقية، لدينا العديد من الشقق التي تضررت وتحتاج إلى إصلاح.. يزور المختصون شقة تلو شقة، تم فحص حالياً 500 شقة في حلب، وطُلبَ من الأشخاص الذين لم تتهدد شققهم بالانهيار العودة إلى منازلهم.. وبالفعل عاد 180 منهم، لكن المنازل بحاجة إلى الإصلاح أو ترميم.. وأضافت بوغيكيان، “هؤلاء الذين تعرضت شققهم للانهيار سيبقون في ملاجئنا حتى يحصلوا على منزل”.
وأضافت، إن “رجال الانقاذ الارمن شاركوا في عمليات البحث والانقاذ في منطقة الشحّار في مدينة حلب… وفي 3 أيام، تم استخراج رفات 8 أشخاص (شهداء).. وبعد إنهاء مهمتهم الإنسانية عادوا بالفعل إلى أرمينيا.. وبالمناسبة، منذ يوم أمس، أوقفت الحكومة السورية عمليات البحث والإنقاذ.
وبحسب بوغيكيان، استمر التدمير نتيجة الهزات الارتدادية التي سُجلت بعد يومين من الزلزال المدمر.
“نظرا لوجود مبان متهدمة، كانت هناك أطلال دمرت جزئياً واستمر هدمها.. في الأيام الأولى، كان من الخطر العودة إلى الشقق، فقد قضى الجميع، بمن فيهم نحن، ليلتنا في المنظمات الأرمنية خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت الزلزال.. كان الناس مرعوبين، ولم يرغبوا في قضاء الليل في شققهم.. وأضافت بوغيكيان، إن “الهزات الارتدادية مستمرة حالياً ولكن لا يوجد خطر ونأمل الا يكون هناك المزيد من الصدمات القوية”.
تركز الحكومة السورية الآن على علاج المرضى المصابين نتيجة الزلزال وحل مشاكل الضحايا الذين أصيبوا بأضرار مادية.
إن جميع مستشفيات الدولة في حلب تقدم خدماتها بالمجّان.. في البداية، كان الأطباء السوريون يكافحون لإنقاذ حياة الناس وعلاج المرضى، ثم وصلت فرق طبية من دول مختلفة. يجري العمل الآن على تزويد الناس بالطعام وتقديم الإسعافات الأولية. كما تم إرسال مساعدات إنسانية من دول عربية مختلفة، ومن منظمة الصحة العالمية، وكذلك من أرمينيا.. بادئ ذي بدء، هناك حاجة للدواء والطعام، فمثلاً لا يوجد حليب للأطفال الآن.
سوريا في حالة حرب منذ 14 عاماً، وتعرض اقتصاد البلاد لخسائر كبيرة، ولا توجد طبقة وسطى، وصل الناس إلى حالة فقر.. وفي هذه الحالة، يتعين على الناس إصلاح الشقق وحل المشكلات الصحية، ولهذا أقول إن هناك حاجة للمساعدة خلال هذه الفترة”.
للتذكير، في 6 فبراير، وقع زلزال مدمر في تركيا وسوريا. وبحسب أحدث البيانات، فقد قتل أكثر من 37 ألف شخص، وأكثر من 5000 منهم في سوريا.