
نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريراً جديداً حول العلاقات الأرمنية الأذربيجانية، وبعثة المراقبة الجديدة للاتحاد الأوروبي في المنطقة، والحصار المفروض على ممر لاتشين والتنبؤ بحرب أرمينية – أذربيجانية جديدة محتملة.. نُشر تقرير “في انتظار حرب أرمينية – أذربيجانية جديدة” في سياق زيارة بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي إلى المنطقة… حسبما أفاد رادار أرمينيا.
قال التقرير: يُصف الوضع في المنطقة إلى زيادة خطر استئناف الأعمال العدائية. إذا أدى ذلك إلى حرب أخرى في جنوب القوقاز، سيعاني كلا البلدين من خسائر بشرية ومالية وسياسية، وسيعاني الاستقرار الإقليمي. وإذا كانت الحرب قصيرة الأمد، فلن يجلب القتال الجديد سوى البؤس للسكان ويزيد من تفاقم المناخ السياسي في أوراسيا، وهو بالفعل كئيب للغاية بسبب تصرفات روسيا في أوكرانيا.
ولكن مع تعثر المفاوضات وتعقيد الدبلوماسية بسبب الأزمة المتفاقمة بين روسيا والغرب، يجب على الجيران المتحاربين بذل المزيد من الجهد والطاقة في إدارة مخاطر تجدد الأعمال العدائية.
وكان الإعلان عن بعثة الاتحاد الأوروبي لمدة عامين في 23 يناير خطوة جريئة ومُرّحب بها.. تطلب بناء توافق في الآراء بين الدول الأعضاء بعض المناورات في بروكسل، نظراً لتحالف أرمينيا الرسمي مع روسيا وعدم ملاءمة عزل أذربيجان في وقت يزداد فيه الطلب على موارد الطاقة في جميع أنحاء القارة.. ومع ذلك، تبدو التكاليف والمخاطر قابلة للإدارة وتستحق القيام بها؛ يبدو أن بعثة الاتحاد الأوروبي هي أفضل فرصة لتقليل مخاطر تكرار الاعمال العدائية أو تصعيده.
الآن يجب على بروكسل وشركائها تحقيق أقصى استفادة من الالتزام الذي قطعوه. سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى بذل الجهود بكل الطرق الممكنة لإقناع باكو والحصول على إذن بنشر مراقبين على الجانب الأذربيجاني من الحدود أيضاً. كما يجب وضع ترتيبات عمل أوثق مع حرس الحدود الروس حيث يعمل مراقبو الاتحاد الأوروبي والأفراد الروس. وأخيراً، يجب أن تتمتع بعثة الاتحاد الأوروبي بالصلاحيات والموارد اللازمة لتعزيز التواصل والتعاون بين الجانبين وفي الأماكن على طول الحدود.
من جانبٍ آخر قد لا ترحب موسكو بالمهمة بأذرع مفتوحة، لكن مصالحها في جنوب القوقاز تتوافق مع مصالح بروكسل، على الأقل فيما يتعلق بمنع الصراع.. ويجب على الكرملين أن يرى المهمة كفرصة وأن يساعدها سلمياً في أداء وظيفتها.
ونظراً لانشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، فقد لعب الاتحاد الأوروبي دوراً رئيسياً في التوسّط بين أرمينيا وأذربيجان خلال العامين الماضيين. سيسهم الاستقرار في جنوب القوقاز في الربحية الاقتصادية، بما في ذلك التغلب على تحديات الطاقة، والتجارة مع أذربيجان، وأيضاً بشكل استراتيجي، لأن الكتلة نفسها ليست مهتمة بحرب أخرى بالقرب من حدودها. ومع ذلك، فإن هذه الجهود الدبلوماسية لن تصل إلى شيء إذا كانت هناك اشتباكات جديدة بين الطرفين. ومع إعلانها عن مهمة مراقبة لمدة عامين في 23 يناير، أظهرت بروكسل أن لديها الإرادة السياسية لتولي دور جديد وحاسم في إبعاد الأطراف عن الصراع. وعليه الآن أن يوفر لهذه المهمة التفويض والدعم الدبلوماسي والموارد التي ستسمح لها بالنجاح.