Topسياسة

ماذا ستعطي نشر المراقبين من الاتحاد الأوروبي في أرمينيا لـ (روسيا وأذربيجان وتركيا)؟ وما المطلوب من أرمينيا؟

تسبب القرار المتعلق بإيفاد البعثة المدنية للاتحاد الأوروبي إلى أرمينيا على المدى الطويل في استياء كبير في روسيا، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وكذلك في باكو.

بالأمس، سارعت الدولة المجاورة إلى تقديم هذه الخطوة كذريعة لتجنب الالتزامات التي تعهدت بها أرمينيا.. كما تحذر موسكو من أنه إذا أراد مراقبو الاتحاد الأوروبي تغيير ناقل أرمينيا الداخلي والخارجي، فإن روسيا ستعارض ذلك.

يعتبر بعض المحللين السياسيين الأرمن أن رد الفعل الروسي هو مظهر من مظاهر الغيرة، ويعتبرون أن نشر مراقبي الاتحاد الأوروبي هي من أجل استعادة أرمينيا قوتها الدفاعية والسياسية، حيث يجب أن تكون البلاد قادرة على الوقوف والاستعداد.

ستبدأ البعثة المدنية الجديدة للاتحاد الأوروبي في أرمينيا العمل في الأسابيع المقبلة.. الغرض من البعثة هو دعم الاستقرار في المناطق الحدودية لأرمينيا، وتعزيز الثقة وتهيئة الظروف المؤاتية لتطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، وتضم 100 من مراقبي الاتحاد الأوروبي. تم تخصيص أكثر من 8 ملايين يورو للأشهر الأربعة الأولى من عمل البعثة.

وبحسب بعض التقارير، ستغطي منطقة نشاط البعثة كامل طول الحدود مع أذربيجان، بما في ذلك قسم ناخيتشيفان.

من جانبٍ آخر صرّح وزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي أن الغرض من مهمة المراقبة طويلة المدى للاتحاد الأوروبي هو ضمان سلامة الناس.

وأوضح وزير الخارجية “بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحدودية والأطفال الملتحقين بالمدارس والأشخاص الذين يقومون بأعمالهم الزراعية والعائلات التي تريد العيش في منازلها من دون خوف”.

وأوضح ميرزويان أنه على الرغم من كل التحديات، يواصل الجانب الأرميني توسيع نطاق الشراكة ، بناءً على التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الاستقرار في المنطقة.

بحسب المحلل السياسي كوركين سيمونيان: إن نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي يعني أن أمام أرمينيا عامين لتعزيز النظام الأمني.. لكنه لا يستبعد أيضاً أنه خلال تلك الفترة يمكن لتركيا أن تقدم لعبتها وتسبب التوتر، لذلك يجب أن نكون مستعدين لأي موقف.

وتسببت اتفاقية نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي في استياء روسيا حليفة أرمينيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. سارع السكرتير الصحفي للمنظمة فلاديمير زاينتينوف إلى توضيح أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تواصل العمل من أجل إرسال بعثة مراقبة إلى الحدود الأرمنية الأذربيجانية. وقال إنه عندما خاطب رئيس وزراء جمهورية أرمينيا المنظمة بهذا الطلب، وضع مجلس الأمن الجماعي مشروع قرار “بشأن التدابير المشتركة لتقديم المساعدة إلى جمهورية أرمينيا”، ويتواصل العمل بشأنه.

كما قال نائب مجلس الدوما الروسي زاتولين إنه إذا كان مراقبو الاتحاد الأوروبي يعتزمون تقييم سلوك أذربيجان بشكل موضوعي في هذه المنطقة والمطالبة بشيء على هذا الأساس، فليطلبوا ذلك… ومع ذلك، وفقاً لزاتولين، إذا أراد مراقبو الاتحاد الأوروبي تغيير اتجاه التوجه الداخلي والخارجي لأرمينيا، فإن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستعارض ذلك.

في قرار المجلس الأوروبي لإرسال بعثة مراقبة، ورد أنه يمكن أيضاً تضمين ممثلي الدول الثالثة غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في البعثة. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن دعوتهم للمساهمة، ولكن بشرط أن يتم تغطية نفقاتهم من قبل بلدانهم.

وتفيد التقارير أيضاً أن البعثة تتكون أساساً من موظفين من الدول الأعضاء أو مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو خدمة العمل الخارجي الأوروبي.

وهل من الممكن أن تضم البعثة مراقبين من دول غير مرغوب فيها مثل تركيا؟ في هذا الصدد، يعتقد علماء السياسة أن مثل هذا الشيء غير مرجح حدوثه، بالنظر إلى طبيعة العلاقات الأرمنية التركية.. لن يوافق الاتحاد الأوروبي ولا جمهورية أرمينيا على ذلك.

يعتقد غيفونديان بأن بالنسبة للدول الثالثة، ستكون دولاً تتعاون بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، دول الشراكة الشرقية، “جورجيا، مولدوفا”…

واضاف “لا اعتقد ان مراقبين من تركيا سيشاركون لان الغرب يطبق سياسة معقولة.. ويمكن أن تكون الدول الثالثة من كندا أو الولايات المتحدة، وهي ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، بل يمكن أن تكون من الهند أيضاً. أعتقد أن فرنسا هي التي أعربت عن رغبتها في حدوث ذلك.

واستجابة لاستعداد منظمة معاهدة الأمن الجماعي لنشر مراقبين، أوضح علماء السياسة أنه لا ينبغي أن تكون هناك علامة على المساواة بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الأوروبي.. توقعت أرمينيا، بصفتها عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن تفي المنظمة بالتزاماتها عندما غزت أذربيجان الأراضي السيادية للدولة العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، “جمهورية أرمينيا”.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى