Topسياسة

أرارات ميرزويان لـ “أرمنبريس”: يتحمل الرئيس الأذربيجاني مسؤولية التصعيد المحتمل في هذه المرحلة

في مقابلة مع “أرمنبريس”، صرح وزير خارجية جمهورية أرمينيا أرارات ميرزويان أن تصريحات باكو حول ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان على أساس الخرائط التاريخية تنتهك الالتزام الذي تم التعهد به في براغ وسوتشي بتنفيذ أعمال ترسيم الحدود بين البلدين على أساس ميثاق الأمم المتحدة وإعلان ألما آتا.

وفي المقابلة، تطرق ميرزويان أيضاً إلى مزاعم الجانب الأذربيجاني بأن أرمينيا رفضت المشاركة في الاجتماع الثلاثي في ​​بروكسل، والتحدث عن الاستعدادات لمعاهدة السلام، وتقييم الوضع الحالي في المنطقة.

سؤال: تعلن أذربيجان رفض الجانب الأرمني المشاركة في الاجتماع الثلاثي في ​​بروكسل. كيف تفسرون هذه الحقيقة؟

جواب: خلال الاجتماع الرباعي الذي عقد في براغ، تم التوصل إلى اتفاق بشأن الاجتماع المقبل. نواصل التمسك بهذه الاتفاقية ونعرب مرة أخرى عن رغبتنا في تنظيم لقاء بين رئيس وزراء أرمينيا ورئيس أذربيجان ورئيس فرنسا ورئيس المجلس الأوروبي بشروط مقبولة. نعتقد أن الاجتماع الذي عقد في براغ بهذا الشكل كان فعّالاً ومهماً للغاية في سياق عملية تطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان. الجانب الأرمني، كما في السابق، مهتم بتطبيع العلاقات.

سؤال: تطرح باكو مرة أخرى أطروحتها حول تنفيذ عملية الترسيم على أساس الخرائط التاريخية. ما هو موقف يريفان في هذا الصدد؟

جواب: تنتهك مثل هذه التصريحات الالتزام الذي تم التعهد به في براغ وسوتشي بتنفيذ أعمال ترسيم الحدود بين البلدين على أساس ميثاق الأمم المتحدة وإعلان ألما آتا.

في إطار هذا الالتزام، يجب أن تتم أعمال الترسيم على أساس الإجراءات القانونية التي كانت موجودة وقت انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 والتي كان لها قوة وأهمية قانونية، وعلى أساس الوثائق الرسمية للهياكل التي لها السلطة المناسبة لرسم الخرائط وعمل الخرائط ونشر الخرائط اعتباراً من نفس التاريخ. وعليه، فإن الحديث عن الخرائط التاريخية، غير واضح، سواء من حيث التعريف أو المحتوى.

يجب التأكيد أيضاً على خطورة الخطاب العام للخرائط التاريخية لاستقلال بلادنا، لأنه إذا ركزنا على الخرائط التاريخية، فقد يتضح أن أراضي كل من جمهورية أرمينيا وحتى جمهورية أذربيجان كانت أراضي دول أخرى لعدة قرون.

في هذا السياق، أود أن ألفت الانتباه إلى ظرف آخر، على الرغم من حقيقة أن نتيجة لاجتماع سوتشي في 26 تشرين الثاني نوفمبر 2021 واجتماع بروكسل في 6 نيسان أبريل 2022، تم التوصل إلى اتفاق على أن إنشاء اللجان يهدف في المقام الأول إلى أمن الحدود، وبعد إنشاء اللجان المعنية، في أيلول سبتمبر في عام 2022، تم شن عدوان جديد على جمهورية أرمينيا واحتلت أذربيجان أراضي جديدة، الأمر الذي يثير التساؤل ليس فقط عن رغبة باكو في احترام الاتفاقيات والقانون الدولي، ولكن أيضاً في نواياها تجاه عمل هذه اللجان بشكل عام.

سؤال: يدّعي الرئيس الأذربيجاني أن أرمينيا قد اعترفت بوحدة أراضي أذربيجان.

جواب: لقد تطرقنا إلى هذه المسألة مرات عديدة. لكن في خطاباته، الذي يشير فيه باستمرار إلى أن أرمينيا تعترف بوحدة أراضي أذربيجان، لم يقل رئيس أذربيجان مرة واحدة أن أذربيجان تعترف أيضاً بوحدة أراضي أرمينيا. هل هذه الحقيقة وذكر الخرائط “التاريخية” المختلفة تعني أن أذربيجان لا تعترف بوحدة أراضي أرمينيا ولديها طموحات اتجاه أراضي جمهورية أرمينيا؟

كما أعلن الرئيس الأذربيجاني بأن السلام قد أقيم حول بلاده ولا يوجد خطر من التصعيد، ثم رداً على سؤال آخر، قال إنه إذا لم توقع أرمينيا على معاهدة السلام، فلن يكون هناك سلام. وهذا يعني أن مسؤولية أي تصعيد محتمل تقع على عاتق رئيس أذربيجان من هذه النقطة، خاصة وأن أرمينيا منخرطة بشكل كامل في المناقشات الموضوعية لإحلال السلام.

سؤال: كيف تقيّمون العمل الجاري حول إعداد معاهدة السلام؟

جواب: كما تعلمون، قدمنا ​​مقترحاتنا إلى أذربيجان بخصوص تسوية العلاقات أو مسودة معاهدة السلام، ولم نتلق أجوبتها إلا مؤخراً. لذا فإن المناقشات جارية. نأمل أن نتوصل إلى اتفاقية بشأن هذه المسألة في أقرب وقت ممكن، ويمكن لجهود الوساطة التي يبذلها شركاؤنا الدوليون أن تلعب أيضاً دوراً مهماً في هذه العملية.

سؤال: تُعلن أذربيجان أيضاً أن أرمينيا ترفض تقديم خرائط دقيقة لحقول الألغام، وتواصل زرع ألغام جديدة في المناطق المجاورة لـ كاراباخ، مما يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا. كيف تفسرون هذه المسألة؟

جواب: كما تعلمون، نقلت جمهورية أرمينيا من جانب واحد إلى أذربيجان جميع خرائط حقول الألغام التي لديها، على الرغم من عدم وجود مثل هذا الالتزام في إطار الاتفاقات الثلاثية والقانون الدولي. علاوة على ذلك، أعربنا عن استعدادنا للتعاون مع الشركاء الدوليين لدعم فك تشفير الخرائط المنقولة.

في نفس الوقت، أرى أنه من الضروري التأكيد على أن الألغام زرعت في كاراباخ والمناطق المجاورة لها خلال حرب كاراباخ الأولى، وقد نفذت ذلك بشكل رئيسي من قبل أذربيجان، التي سيطرت على هذه المناطق خلال الحرب الأولى. ظلت دعوات التعاون من الجانب الأرمني بلا إجابة، وقامت أذربيجان أيضاً بوضع عقبات أمام تنفيذ أعمال إزالة الألغام بجميع الوسائل الممكنة. في عام 2017، منعت أذربيجان حتى نشاط مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في يريفان نتيجة التلاعب بمسألة تقديم المساعدة لأرمينيا في هذا المجال.

في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2019، سُجل أنه خلال مهمتهم في كاراباخ، سقط 747 شخصاً ضحية لألغام أرضية، 59٪ منهم من المدنيين، وذلك على الرغم من حقيقة أن سلطات كاراباخ بدأت في احتساب عدد ضحايا انفجارات الألغام فقط منذ عام 2004.

فيما يتعلق بالمنشورات الأذربيجانية التي تفيد بأن الجانب الأرمني قد زرع ألغاماً أرمنية الصنع في كاراباخ، يجب أن أشير إلى أن الألغام التي تم امتشفاها لم يعثر عليها الجانب الأذربيجاني في كاراباخ، بل في الأراضي السيادية لجمهورية أرمينيا التي احتلتها في 2021-2022، ويحاول الآن استخدامها لأغراض دعائية. لا ننكر قيام القوات المسلحة لجمهورية أرمينيا بأعمال زرع ألغام في الأراضي الخاضعة لسيادة أرمينيا، ويرجع ذلك إلى الخطر الكبير المستمر لحدوث اعتداءات عسكرية جديدة من جانب أذربيجان، والتي شهدناها في أيار مايو وتشرين الثاني نوفمبر 2021، وفي أيلول سبتمبر 2022.

خلال هذه الفترة، نفذت أذربيجان أيضاً أعمالاً عدوانية مماثلة في كاراباخ، لا سيما في شباط فبراير وآب أغسطس من هذا العام، مما يثبت أن سكان كاراباخ يحتاجون إلى قوات الدفاع عن النفس حتى لا يتعرضوا للتطهير العرقي.

أما بالنسبة للاتهامات الواردة من أذربيجان بأن وحدات من القوات المسلحة لجمهورية أرمينيا لا تزال متمركزة في كاراباخ، فإن هذا لا يتوافق مع الواقع بأي شكل من الأشكال. من أجل التحقق من صحة ادعائنا، اقترح رئيس الوزراء باشينيان إرسال بعثة دولية لتقصي الحقائق إلى كاراباخ، الأمر الذي رفضه الرئيس الأذربيجاني علييف.

سؤال: كيف تقيّمون الوضع الراهن في المنطقة بشكل عام؟

جواب: يؤسفنا أن نشير إلى أنه على الرغم من المفاوضات الجارية في اتجاهات مختلفة، فإن تصريحات أذربيجان المتطرفة والقتالية والاتهامات الباطلة اتجاه الجانب الأرمني والتهديدات باستخدام القوة لا تتوقف. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال القوات المسلحة الأذربيجانية متمركزة في الأراضي الخاضعة لسيادة جمهورية أرمينيا، ويقوم الجانب الأذربيجاني بشكل دوري بأعمال عسكرية استفزازية.

إن الجمع بين هذه الحقائق يظهر أن الوضع لا يزال متوتراً للغاية، ويجب على جميع شركائنا الدوليين بذل جهود إضافية لكبح طموحات أذربيجان والحفاظ على السلام الهش في جنوب القوقاز.

والجانب الأرمني، كما كان من قبل، على استعداد لبذل كل الجهود لإيجاد حلول مقبولة للطرفين وإحلال سلام طويل الأمد ومستقر في المنطقة.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى