Topتحليلات

تحليل… بعد اجتماع طهران تتعمق الخلافات بين تركيا وإيران بشأن القضية الكردية

عُقد اجتماع لقادة روسيا وتركيا وإيران في إيران أمس، مخصص لتسوية الصراع السوري بصيغة “أستانا”، لكن هذا ليس الموضوع الوحيد للنقاش.. وسينصب التركيز على قضايا الشرق الأوسط وجنوب القوقاز والحرب الروسية الأوكرانية. ومن المقرر عقد اجتماعات ثنائية إضافية في طهران.

انعقدت الجلسة السابعة لمجلس التعاون التركي الإيراني الرفيع المستوى برئاسة قادة إيران وتركيا، إبراهيم رئيسي ورجب طيب أردوغان، في إجتماعٍ مغلق، حسبما كتبت وكالة “الأناضول” التركية.. وقعت الدول على عدد من الوثائق.

ولن يقتصر اجتماع قادة إيران وروسيا وتركيا في طهران، المخصص لتسوية الصراع السوري، على مناقشة تلك المسألة فقط.. أصبح بيان الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي خلال اجتماعه مع الرئيس التركي أردوغان بالفعل مركز الاهتمام.

أخبر الزعيم علي خامنئي الرئيس التركي أردوغان أولاً أنه يرحب بعودة كاراباخ إلى أذربيجان، ثم أضاف: “بالطبع، إذا كانت هناك سياسة إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن الجمهورية الإسلامية ستقاومها، لأن تلك الحدود هي طريق اتصال عمره ألف عام”.

تحليل…

قال عالم السياسة ستيبان دانيليان أن إيران ردت بقسوة على مبادئ فك الحصار، معلنة بوضوح أنها لن تسمح بأي تغييرات في حدودها وحدود الدول المجاورة. هذه القضية هي “خط أحمر” لكل من إيران وأرمينيا.. يقول الخبير السياسي إن إيران تتوخى الحذر لأسباب أمنية.

“أعلنت إيران أن أي تغيير على الحدود هو خط أحمر بالنسبة لها، وعلينا أن نفهم أن له علاقة بوحدة أراضي إيران، لأن هناك عدداً كبيراً من الأذربيجانيين في شمال إيران، وقد بدأ تنامي الوعي الوطني.

ووفقاً لوجهات نظر مختلفة، من الممكن للغرب بمساعدته، أن تبدأ الانتفاضات الوطنية، وستكون هناك انتفاضة، ومن الطبيعي أن إيران لا تحتاج إلى الاتصال التركي الأذربيجاني لبدء العمل، لأن يمكن أن يكون للارتباط بالمغري أهمية عسكرية.. إذا خرج الطريق عن سيطرة أرمينيا، يمكن نقل المعدات العسكرية والقوات هناك، وهو بطبيعة الحال خطاً أحمر بالنسبة لإيران. لكن تركيا لها اهداف معاكسة”.

قال عالم في الشؤون السياسية الإيرانية أرمين فاردانيان بأن طهران قلقة من السيطرة على الطرق التي تمر عبر أرمينيا.

“إيران لا تعارض رفع الحصار، لكنها تعارض تغيير الحدود، فهي تعارض إذا كان لما يسمى” ممر زانكيزور” أهمية تتجاوز الحدود الإقليمية، أي أنه يمر عبر أراضي أرمينيا. إيران تعارضها لأن تركيا وأذربيجان ستعزلان إيران عن الشمال وتضعان إيران في موقف صعب للغاية”.

خاصة أن الأكراد لديهم توقعات من محادثات بوتين – أردوغان – رئيسي بشأن القضية السورية في إيران. وقبل هذا الاجتماع، دعا أكراد سوريا وحثوا موسكو وطهران على منع الغزو التركي للمناطق الكردية في سوريا.. وقبل أيام في مدينة الحسكة شمال سوريا، أعرب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الموحدة، مظلوم عبدي، عن أمله في عدم موافقة روسيا أو إيران على النوايا التركية لغزو الأكراد في سوريا.

على هذه الدعوة ولإعلان أنقرة أن الجيش التركي سيجري عملية جديدة في المناطق الكردية شمال سوريا في المستقبل القريب، رد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، مؤكداً أن “موسكو تعارض أي عملية يخالف مبادئ صيغة أستانا للتسوية السورية”.

يعتقد الخبير في الشؤون الكردية كارين هوفهانيسيان أن المفاوضات التركية الإيرانية ستزيد من التأكيد على التناقضات بين طهران وأنقرة بشأن القضية الكردية.

واضاف “يمكنني القول بثقة ان هذا اللقاء او اللقاءات المماثلة تعمق التناقضات بين تركيا وايران حول القضية الكردية. ولم تكن هناك حالة لم تتعمق القضية بعد الاجتماعات.. هدف تركيا أيضاً هو أن تكون قادرة على حل القضية الكردية بالطريقة التي تريدها تحت ستار مشاريع فتح الطرق هنا أو هناك، والتي يفهمها الجانب الإيراني جيداً.

تتعارض مصالح روسيا وتركيا في القضية الكردية، لأنهما على طرفي الصراع.

بحسب كارين هوفهانيسيان بأن الاجتماع لن يسفر عن نتائج وأن تركيا ستغزو الأراضي الكردية.

خلال اجتماع بوتين – رئيسي – أردوغان في طهران، تم مناقشة قضايا نقل الحبوب المخزنة في الموانئ الأوكرانية، وكذلك ناقلات الطاقة. وقبل ذلك وقعت شركة “غازبروم” الروسية وشركة النفط الوطنية الإيرانية مذكرة تعاون نفطي في طهران وصفها رئيس الشركة الإيرانية بأنها أكبر استثمار أجنبي في تاريخ صناعة النفط الإيرانية.

وتتوخى تطوير حقول الغاز في جزيرة كيش الإيرانية، وتطوير حقل النفط الإيراني “شمال فارس” ، فضلاً عن تشغيل 6 حقول نفطية أخرى. كما تنص الاتفاقية على تبادل منتجات الغاز والبتروكيماويات والغاز بين البلدين، وإنشاء خطوط أنابيب الغاز للتصدير.

بالمناسبة، تعد زيارة الرئيس الروسي بوتين لإيران ثاني زيارة خارجية منذ بداية الحرب الأوكرانية، حسبما كتبت بي بي سي، مشيرة إلى أن طهران لا تزال أحد حلفاء روسيا القلائل على الساحة الدولية.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى