في محادثة مع ” arminfo”، قال مدير معهد القوقاز، الخبير السياسي ألكسندر إسكندريان أنه يعتقد أن بمرور الوقت، ستنخفض الأهمية الجيوسياسية لجنوب القوقاز، ولن تزداد.
وتابع: “إن الأهمية الجيوسياسية الحالية لجنوب القوقاز تتحدد من خلال الموقع الجغرافي للمنطقة بين روسيا وتركيا وإيران والبحر الأسود وبحر قزوين، وتمر مختلف الاتصالات ذات الأهمية الدولية عبر أراضيها. سبب آخر للانتباه إلى منطقتنا هو الإفراط في التشبع من حيث العسكرة. علاوة على ذلك، فإن أوكرانيا والصين ستساهمان وتساهمان في المستقبل بشكل حتمي في تقليل الاهتمام بجنوب القوقاز”.
وبحسب رأي الخبير السياسي، فإن احتمالات استمرار الوضع الحالي في عملية تسوية النزاع الإقليمي الرئيسي، نزاع كاراباخ، تعتمد أيضاً على الدوافع داخل وحول أوكرانيا. علاوة على ذلك، فإن أوكرانيا ليست سوى واحدة من العوامل التي تسمح بإجراء مثل هذا التنبؤ. وفي حالة أرمينيا، يمكن أن يصبح الخروج من مأزق كاراباخ نتيجة لاستعادة ذاتية الدولة الأرمنية.
من الصعب جداً على الخبير السياسي أن يتخيل تسوية قضية كاراباخ نتيجة للنشاط الدبلوماسي في المستقبل القريب. ببساطة ، لأنه لا يمكن القيام بذلك داخل أذربيجان، مع الحفاظ على حقوق أرمن آرتساخ. تجلى هذا مرة أخرى بوضوح من خلال نتائج الحرب التي استمرت 44 يوماً، عندما لم يكن هناك أرمن في الأراضي المحتلة في آرتساخ. من ناحية أخرى، فإن الحديث عن اعتراف أذربيجان باستقلال آرتساخ ليس واقعياً للغاية. ومن هذا المنطلق، يعتقد إسكندريان أن هناك ضرورة لتطوير طرق جديدة لتسوية النزاع.
وأضاف إسكندريان: “مع الأخذ في الاعتبار الخلافات بين رؤى الولايات المتحدة وروسيا لتسوية قضية كاراباخ، فإننا نواجه مشكلة أخرى هنا أيضاً. علاوة على ذلك، فإن الصراع الجديد بين الغرب وروسيا سببه أوكرانيا، ومن حيث المبدأ، لا علاقة له بجنوب القوقاز. في ظل هذه الخلفية، لا يمكن أن يكون الاتحاد الأوروبي منافسة جادة، وبالتالي، تهديداً لمصالح روسيا. بادئ ذي بدء، هنا، كما يقولون، بسبب عدم قدرتهم على توفير الأمن جسدياً. ولكن، روسيا، بدورها، لا يمكنها إخراج الاتحاد الأوروبي من جنوب القوقاز. ومن هنا جاء عدم وجود بديل للعمل الموازي لمشاريعهم الاستيطانية “.
