
تصريحات مثيرة أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، عن إمكانية إخراج النازحين السوريين من بلاده، في حال فشل المجتمع الدولي في التعاون من أجل إعادتهم لسوريا.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن لبنان يعاني من أزمة غير مسبوقة، ما يتطلب تسليط الضوء على ما يحتاجه البلد، الذي يستضيف نسبة كبيرة من النازحين السوريين قياسا إلى عدد السكان، من مقومات مالية واقتصادية لإنهاض قطاعاته كافة.
ويتساءل البعض عن طبيعة التصريحات اللبنانية والهدف منها، وسط مخاوف من أن تثير أزمة سياسية بين بيروت ودمشق، في ظل الدعم والتعاون المتبادل بينهما.
تصريحات ميقاتي
ونقلت وكالة “النشرة” تصريحات ميقاتي الذي شدّد على أن “من المهم الآن أيضا، وأكثر من أي وقت مضى، إعطاء الأولوية لدعم الإدارات المحلية والمرافق والبنى التحتية والموارد والخدمات العامة المنهكة بسبب الضغط البشري، بالتوازي مع الدعم الإنساني للفئات الأكثر حاجة من النازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة”.
وأكد ميقاتي أنه “على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية، تحمل لبنان عبئا ضاغطا لا يحتمل، بسبب وجود أكثر من 1.7 مليون نازح سوري ولاجئ فلسطيني يعيشون في جميع أنحاء البلاد، أي في 97% من البلديات في كل لبنان”، مبينا “أننا استقبلنا النازحين السوريين بحفاوة وقناعة، هذا هو واجبنا الإنساني. وقد أظهر لبنان أعلى مستويات الاحتضان والضيافة للنازحين السوريين، على الرغم من حقيقة ضعف وهشاشة مجتمعاتنا المضيفة التي تزداد حاجة وعوزا”.
وأشار ميقاتي إلى أن “دعم البلديات بمشاريع حيوية مستدامة أمر حيوي وأساسي، ما يسهم في تخفيف الاعباء الناجمة حاليا عن الأكلاف التشغيلية الباهظة، وعدم القدرة على الاستمرار في أداء المهام بفعالية”، جازما أن “وضعنا الحالي اختلف جذريا عما كان عليه سابقا، لأننا نمر الآن بواحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية في العالم. نتيجة لذلك، يعيش نحو 85 في المئة من اللبنانيين الآن تحت خط الفقر”.
ركز ميقاتي، قائلا: “إننا، اذ نتفق وإياكم اليوم، على أن الأزمة السورية ليست “أزمة طبيعية” يمكن مواجهتها بالوسائل العادية، نجدد المطالبة بوجوب تحقيق العودة الكريمة للنازحين السوريين إلى بلدهم”، لافتا إلى “أننا نشجع الحكومات الشريكة والصديقة والفاعلة والأمم المتحدة على مضاعفة الجهود لتحقيق العودة الآمنة للنازحين الى سوريا، كما ندعو إلى زيادة المساعدة للسوريين في بلدهم لدعم المجتمعات للترحيب بالعائدين. نحن بحاجة أيضا إلى أن نرى مضاعفة الجهود في الاستجابة للحاجات في لبنان وزيادة التنسيق بين جميع الشركاء، ما يمكننا من عبور آمن للأزمات”.
ودعا المجتمع الدولي إلى”التعاون مع لبنان لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وإلا فسيكون للبنان موقف ليس مستحبا على دول الغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم”.
وتابع: “هناك اتصالات بين لبنان وسوريا من أجل توفير عودة آمنة ولائقة للنازحين، لكن هذا يتطلب أن يكون هناك حوار جدي وتنسيق بين الدولتين من أجل توفير هذه العودة الآمنة والكريمة، خاصة أن ظروف لبنان الاقتصادية والمالية لم تعد تستطيع أن تتحمل أو أن توفر الخدمات الأساسية للنازحين من كهرباء وماء ومعيشة لائقة، لا سيما وأن عددًا كبيرًا من اللبنانيين تحولوا لحالة الفقر والعوز، إضافة إلى النقص الكبير في المواد الغذائية”.
المصدر: سبوتنيك عربي + وكالة النشرة