
يعمل الاتحاد الأوروبي على فرضَ حظر على شراء النفط الروسي قبل حلول العام القادم ضمن إطار الحزمة السادسة من العقوبات المتّخذة بحق روسيا بهدف تجفيف مصادر تمويل الحرب ضد أوكرانيا، لكن دول التكتّل لا تزال منقسمة تجاه تلك القضية.
عقوباتٌ واستثناءات
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أمس الخميس: “سنتخلى تدريجيا عن شحنات النفط الخام الروسية في غضون ستة أشهر وتلك الخاصة بالمنتجات المكررة بحلول نهاية العام 2022″، مضيفة “سيكون حظراً كاملا على جميع واردات النفط الروسي المنقولة بحراً أو عبر خطوط الأنابيب، الخام والمكرر (..) على نحو مُنظم وبطريقة تتيح لنا إنشاء طرق إمداد أخرى”، على حد تعبيرها.
لكنّ الإجراء المحتمل الذي يعتزم الاتحاد الأوروبي إلزام دوله الـ27 به، يستثني دولتين هما سلوفاكيا والمجر اللتين تعتمدان كلياً على عمليات التسليم عبر خط أنابيب “دروجبا” لذا سيتمكّنان من مواصلة عملية الاستيراد من روسيا خلال العام 2023.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في شهر آذار/مارس الفائت التزامه بخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين في غضون عام، فيما المفاوضات بين دول التكتّل لا تزال جارية بشأن الإسراع بالتخلص التدريجي من الحاجة إلى الغاز الروسي.
الولايات المتحدة، أعلنت فرض حظر كامل على واردات النفط والغاز والفحم من روسيا، في حين تعتزم المملكة المتحدة التخلص التدريجي من النفط الروسي بحلول العام الجاري.
أما روسيا التي حذرت من أن حظر نفطها سيؤدي إلى “عواقب وخيمة على السوق العالمية”، فإنها وعلى الرغم من العقوبات المفروضة بحقها، ضاعفت عائداتها المالية الشهرية من بيع الوقود الأحفوري للاتحاد الأوروبي، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
فالاتحاد الأوروبي ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بلغت قيمة وارداته الشهرية من النفط الروسي ما يقرب من 22 مليار يورو في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز، وذلك مقارنة مع معدّل تكاليف وارداته التكتّل الشهرية من النفط الروسي خلال العام الماضي والتي بلغت نحو 12 مليار يورو.
حاجة أوروبا للنفط والغاز الروسيين
تعدُّ روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة السعودية، وتشكّل إمدادات الغاز الروسية ما يقرب من 40 بالمائة من احتياجات الاتحاد الأوروبي، في حين يشكل النفط الروسي 26 بالمائة من واردات التكتل.
أما سلوفاكيا والمجر اللتان سيُمنحان عاماً إضافياً للعثور على مصادر جديدة للنفط، فإن وارداتهما الحالية من نفط روسيا تبلغ 96 بالمائة و58 بالمائة على التوالي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
المصدر: arabic.euronews