Topسياسة

سيرغي ماركيدونوف يتحدث عن الوضع في آرتساخ: إذا حاولوا طرد روسيا، فقد تكون الإجابة قاسية للغاية

بحسب “أرمنبريس”، قال الباحث البارز في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية سيرغي ماركيدونوف أن لدى أذربيجان تناقضات مع روسيا بشأن وجود قوات حفظ السلام الروسية في كاراباخ. ويوضح ماركيدونوف أنه إذا ظلت تلك التناقضات الروسية الأذربيجانية في الماضي في المجال غير العام، فقد ظهر واضحاً بعد التصعيد الأخير من خلال تصريحات وزارات الدفاع روسية وأذربيجانية.

وبحسب ماركيدونوف، أصبح من المألوف الآن في روسيا وصف الأعمال العدائية لأذربيجان في أرتساخ بأنها “جبهة ثانية” ضد روسيا، في إشارة إلى الأعمال العدائية في أوكرانيا. ولكن، يشكك عالم السياسة الروسي في هذا الرأي، قائلاً إن هناك “مشاكل منهجية” في كاراباخ كانت موجودة قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وقال ماركيدونوف: “أعني الخلافات الجدية القائمة بين يريفان وباكو حول الوضع في كاراباخ. من الواضح أن باكو أثارت قضية ما يسمى بـ “نزع السلاح” من كاراباخ في وقت سابق بكثير في عام 2022. في هذه الحالة، هناك جدل حول قوات حفظ السلام الروسية. إذا لم يكن هذا التناقض في المجال العام من قبل، فقد ظهر الآن من خلال البيانات المتبادلة. فقد تم تبادل البيانات القاسية من وزارتي الدفاع الروسية والأذربيجانية.”

وفقاً لـ ماركيدونوف، تؤكد جمهورية أرمينيا أنه على الرغم من تصريحات أذربيجان فإن قضية وضع كاراباخ لا تزال على جدول الأعمال، وجمهوريةآأرتساخ غير المعترف بها لها حياتها السياسية والعامة الداخلية، ولا يمكن تجاهل قضية الوضع.

ووفقاً للعالم السياسي، فإن الصراع الأوكراني يؤثر على نزاع آرتساخ بمعنى أنه قد تم تشكيل تصور معين، ويمكن للمرء أن يقول إن الوهم بأن روسيا الآن مثقلة جداً بأوكرانيا، ويمكن للمرء أن يستغل الفرصة لتحقيق بعض النتائج. لكن سيرغي ماركيدونوف سارع على الفور لتبديد تلك الآمال في باكو: “الوضع ليس هو الأكثر تفاؤلا، لأن روسيا تحاول التمسك بالوضع الراهن في جميع النزاعات، وتحاول اتخاذ موقف معتدل، ولكن إذا حاولوا دفعها للخارج، أي طردها، يمكن أن تكون الإجابة قاسية جداً. لا أريد التعامل مع التهديدات أو أي شيء من هذا القبيل، أنا فقط أقوم بتحليل منطق سلوك روسيا، ووصف هذا النموذج كما هو.”

منذ أسابيع، تعمل أذربيجان باستمرار على تصعيد الوضع العسكري والأخلاقي والنفسي والإنساني في منطقة كاراباخ. في 24 آذار مارس، قامت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية، مخالفة لمتطلبات الإعلان الثلاثي الصادر في 10 تشرين الثاني نوفمبر 2020 ، بغزو المنطقة التي تقع تحت مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية في جمهورية آرتساخ، وسيطرت على قرية باروخ في منطقة أسكيران والمواقع المجاورة لها، ثم حاولت تأمين التقدم على الحدود الشرقية لجمهورية آرتساخ. ولم تسفر المفاوضات بين قوات حفظ السلام الروسية وسلطات آرتساخ عن نتائج، ولم يعد العدو إلى مواقع البداية. واصلت القوات المسلحة الأذربيجانية في 25 آذار مارس عملياتها العدوانية مستخدمة الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، وكذلك “بايراقدار”، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أرمن وإصابة أكثر من 10 آخرين. تتفاوض السلطات في آرتساخ وقوات حفظ السلام الروسية مع الجانب الأذربيجاني منذ فترة طويلة حتى تقوم أذربيجان بسحب قواتها إلى مواقع البداية.

في 26 آذار مارس، تطرقت موسكو الرسمية إلى الوضع على مستوى عال. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن توغل القوات المسلحة الأذربيجانية في المنطقة التي تقع تحت مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية وانتهاكات وقف إطلاق النار تتعارض مع البيان الثلاثي الصادر في 9 تشرين الثاني نوفمبر. كما عرضت وزارة الدفاع الروسية ما حدث، مشيرة إلى أنه في 24 و 25 آذار مارس، دخلت القوات المسلحة الأذربيجانية، مخالفة لبنود البيان الثلاثي لقادة أرمينيا وروسيا وأذربيجان في 9 تشرين الثاني نوفمبر عام 2020، منطقة قوات حفظ السلام الروسية في كاراباخ، وأقامت نقطة تفتيش، وووجهت ضربات باتجاه وحدات قوات كاراباخ في منطقة قرية باروخ.

ولم تتورع باكو عن إطلاق مواجهة علنية مع موسكو، قائلة إن بيان وزارة الدفاع الروسية يتناقض مع “روح إعلان التعاون الاستراتيجي” الموقع بين رئيسي أذربيجان وروسيا في 22 شباط فبراير.

أما في اليوم التالي، في 27 آذار مارس، عندما أفادت النشرة الرسمية لقوة حفظ السلام الروسية في كاراباخ أن الجانب الأذربيجاني قد سحب وحداته من قرية باروخ في أسكيران نتيجة المحادثات، نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية هذه المعلومات، مبينة أنه لم يطرأ أي تغيير “في قرية باروخ” على مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية في المرتفعات.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى