
أجرى معهد البيولوجيا الجزيئية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في جمهورية أرمينيا تحليلاً مقارناً للجينومات الكاملة لعينات الحمض النووي الحديثة من المرتفعات الأرمنية والبلقان القديمة. وقد أظهرت أن الأرمن يختلفون عن السكان القدامى والحديثين في البلقان من خلال دحض “فرضية البلقان”، التي تعتبر واحدة من النظريات السائدة في تأريخ أصل الشعب الأرمني.
يهدف البحث إلى استعادة الاستمرارية الجينية لسكان المرتفعات الأرمنية، ورسم خرائط لمجموعة الجينات الأرمنية، بالتعاون مع جامعات كامبريدج، وكوبنهاغن، وتارتو، وكذلك أكاديمية العلوم الروسية.
من أجل الحصول على دليل وراثي “مكتوب” للعمليات الديموغرافية، تمت مقارنة عينات الحمض النووي القديمة من المنطقة الجغرافية المذكورة، والتي تنتمي إلى فترات متعاقبة ترتيباً زمنياً، مع المواد الوراثية للسكان الحديثين في المنطقة المعنية. نتيجة لتحليل الجينوم الكامل، تبين أن مجموعة الجينات الأرمينية لها تاريخ وراثي مستمر لأكثر من 6000 عام. تختلف هذه الصورة بشكل كبير عن التاريخ الديموغرافي للسكان الآخرين في جنوب غرب آسيا، الذين تعرضوا لتأثيرات وراثية خارجية كبيرة.
وقال البروفيسور ليفون يبيسكوبوسيان: “منذ عدة آلاف من السنين، ميز الأرمن أنفسهم عن سكان سردينيا، التي لطالما اعتبرت عزلة وراثية كلاسيكية من العصر الحجري الحديث حتى نهاية العصر البرونزي، عندما تعرضت كل قارة أوروبا تقريبًا لغزوات عديدة من الأجانب، الذين ظلت إشاراتهم الوراثية قائمة حتى يومنا هذا. تعتبر المعلومات التي تثبت الأصل الأصلي للأرمن في المرتفعات الأرمنية مصدراً قيماً لعلماء الأرمن الذين يتعاملون مع التولد العرقي للأرمن وأصل وتطور الثقافة واللغة الأرمنية”.
نُشرت النتائج في مجلة Current Biology و Human Genetics و Human Biology و Molecular Genetics و Genomics.