يعتبر المحلل في الشؤون السياسية “بنيامين بوغوسيان” ملاحظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “رسالة واضحة” بأن التسوية النهائية للوضع الحدودي في كاراباغ مستحيلة بدون مشاركة روسيا.. لا يمكن حل المشكلة إلا في صيغة روسيا – أرمينيا – أذربيجان، أما الخيارات الأخرى، بحسب المحلل، فهي ببساطة “صيغ مساعدة”.
بحسب المحلل، في الأساس القضية بدات بالاتفاقية الثلاثية التي وُقعت في نوفمبر الماضي بين أرمينيا- روسيا- أذربيجان، إنه تنسيق العمل الوحيد حتى الآن.. على أي حال، لا نرى أي نتائج ملموسة في التنسيقات الأخرى، بالطبع، عُقد اجتماع لوزراء الخارجية في نيويورك تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لكن النتائج غير معروفة وغير ملموسة.. يمكننا أن نفترض أنه لن يتم تحقيق أي نتائج بهذا الشكل”.
أما بما يخص الاهتمام الذي أبداه الدول في الغرب وما يدلون بتصريحات، بحسب المحلل، يمكنهم الاستمرار، وقد تكون هناك لقاءات، لكن من الصعب توقّع نتائج حقيقية.. في الحقيقة الغرب يريد أن يتم تمثيله هنا وهناك وسيحاولون المشاركة في بعض العمليات، هذا أمرٌ لا لبس فيه.. “لكنني لست متأكدًا إلى أي مدى سيتم اتخاذ قرارات ملموسة في العمليات بمشاركة الغرب، الأمر الذي سيغير شيئاً ما على الأرض.
صرّح الرئيس الروسي في نادي “فالداي” أن الأهم هو تسوية الوضع نهائياً على الحدود، ومن المستحيل القيام بذلك دون مشاركة الجانب الروسي.. كما أشار فلاديمير بوتين أيضاً إلى الخرائط التي تتخيلها موسكو للعملية.
بحسب المحلل، “في الخرائط السوفيتية الموجودة لدينا اليوم أو في الخرائط الأخيرة لهيئة الأركان العامة، هذه الأراضي تابعة لأذربيجان “جزء من آرتساخ”.. بمعنى آخر، وفقاً لأحدث الخرائط السوفيتية المنشورة في الثمانينيات، الاسترشاد بهذه الخرائط أمر غير مقبول من وجهة النظر الأرمينية على الإطلاق”.
وبالإشارة إلى ملاحظة بوتين بأن هناك حاجة إلى تنازلات من كلا الجانبين، يلاحظ رسام الخرائط أنه إذا تم إجراء مثل هذه التنازلات على أساس خرائط العشرينيات، فيمكننا الحصول على أجزاء ومساحات مفيدة، وإذا كنا نتحدث عن خرائط الثمانينيات، فإن النقاش حولها ليس مفيداً للجانب الأرمني.
بحسب المحلل، صادقت سلطات أرمينيا السوفيتية وأذربيجان السوفيتية آنذاك على خرائط الثمانينيات، لكنها قابلة للنقاش. إذا أردنا التنفيذ على الحدود، فهذا يعني أن هناك مشاكل في الحدود، يجب مناقشتها قبل التوصل إلى اتفاقيات مقبولة للطرفين… كما ان أرمينيا لديها مجال لمناقشة الوضع، حيث تم منح بعض الأراضي من أرمينيا بشكل قانوني لأذربيجان. ومع ذلك، فإن الأمر يتعلق بالقانون الدولي.. وفقاً لرسام الخرائط، فإن المشكلة تبقى “سياسية ومهنية”.