Topتحليلات

ماهي عوامل قوة إيرانية في مواجهة أذربيجان، وهل أذربيجان ستدعم الارهابيين لمواجهة إيران كما فعلت في ‏حربها ضد أرمينيا؟ ‏

المحلّل السياسي الإيراني، عماد اَب نشاس، يؤكد أن منطقة نخجوان أصبحت ممتلئة بالإرهابيين من عناصر “داعش”، الذين تمّ نقلهم من ليبيا وسوريا والعراق إليها وإلى إقليم كاراباخ.

في وقت لا يزال تبادُل التصريحات بين إيران وأذربيجان في أَوْجِه، زار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان،  موسكو، حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

للاطّلاع أكثر على معطيات هذه الزيارة واَخر التطورات بشأن التوتر الإيراني – الأذري، أجرى الميادين نت حواراً  مع الخبير الإيراني عماد اَب نشاس، المقيم بطهران.

يشرح آب نشاس طبيعة زيارة أمير عبد اللهيان لموسكو، فيقول إن إيران تريد أن تعرف الموقف الروسي بشأن التطورات الأخيرة، على ضوء المستجدّات في أذربيجان، التي تقع ضمن الحديقة الخلفية لروسيا.

ويوضح أن موسكو تعتبر أنها تمتلك مقدرة على السيطرة على الأحداث في المناطق التي تُجاورها. وعملياً، محور هذه الزيارة القوقازُ والملفّان النووي والأفغاني، بالإضافة إلى التحرك التركي في القوقاز، بحيث إن تركيا تنقل مقاتلي تنظيم “داعش” إلى أذربيجان، وهذا يشكل تهديداً قومياً لروسيا.

ويؤكد آب نشاس أن منطقة نخجوان “أصبحت ممتلئة بالإرهابيين، من عناصر داعش، الذين تمّ نقلهم من ليبيا وسوريا والعراق إليها وإلى إقليم كاراباخ”.

وفي جواب عن السبب الذي دفع أذربيجان إلى التعامل بطريقة سلبية مع إيران، على الرغم من أن طهران دعمتها في معركة  كاراباخ، يقول آب نشاس “إن إيران دعمت أذربيجان، لكن باكو لم تردّ الجميل، بل أفسحت المجال للكيان الإسرائيلي بأن يكون له حضور فيها. وثمّة معلومات تفيد بأن كثيراً من الطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع في إيران انطلق من أذربيجان”.

وبشأن تعاون روسيا مع تركيا في أذربيجان، وهل تأخذ موسكو في الاعتبار المصلحةَ الإيرانية في هذه المنطقة؟ يجيب آب نشاس بأن “الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا تمّ، في العام الماضي، برعاية روسيا. ووقتها، كان يُفتَرَض أن تكون الطرق/الممرات تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية. لكن، بعد الاتفاق، فرضت أذربيجان وجود تركيا، من خلال الاستعانة بقواتها العسكرية. 

وقال الخبير الإيراني إن الوجود التركي في القوقاز يهدّد الأمن القومي الروسي، وإن تمدُّد تركيا، التي هي عضو في حلف “الناتو”، يعني تمدُّد حلف شمالي الأطلسي إلى حدود روسيا. لكن موسكو تحاول استيعاب أنقرة، لأن السياسة الروسية تقوم، راهناً، على إحداث خلاف بين تركيا وأميركا، من خلال بيعها أنقرة الأسلحةَ الروسية.

أمّا السَّبب الذي منع حدوث تفاهم بين إيران وتركيا بشأن ملف القوقاز، كما حدث الاتفاق بينهما في محادثات الآستانة بشأن سوريا؟ فيعتبر  آب نشاس “أنه لا يوجد شيء اسمه تفاهم تركي – إيراني. فتركيا اليوم تَمضي في سياسة “نيو عثمانية”، وتتدخَّل في كل دول المنطقة: في ليبيا والقوقاز والعراق وسوريا وأوكرانيا، حتى إنها “تشاغب” على روسيا من خلال بيعها أسلحة لأوكرانيا”.

ويؤكد الخبير الإيراني أن طهران تمتلك معلومات عن وجود “داعش” و”جبهة النصرة” في أذربيجان، وأن هناك بين 1500 و2500 عنصر من هؤلاء الإرهابيين، استقروا في إقليم كاراباخ، وعند الحدود الإيرانية مع الإقليم.

كما أن هناك بين 5000 و6000 إرهابي في منطقة نخجوان، ويريدون نقلهم إلى بحر قزوين أو آسيا الوسطى، ليستقروا في أفغانستان. وهذا هو سبب طلب تركيا أن تسيطر على مطار كابول، لكن “طالبان” رفضت ذلك، ورفضت عبور هؤلاء العناصر من مطار كابول.

ويقول آب نشاس إن الأتراك، بسبب عدم السماح لهم بالتمركز في مطار كابول، يسعون الاَن لفتح طريق برية من أذربيجان، مروراً بتركمانستان وصولاً إلى أفغانستان، وتمر بطاجيكستان عبر الجبال.

أمّا عن أوراق القوة التي تمتلكها إيران في مواجهة أذربيجان، فيختم آب نشاس بالقول “إن كل عوامل القوة الإيرانية موجودة على الطاولة، حتى فكرة التدخّل العسكري”.

المصدر: الميادين نت

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى