
خلال محادثة مع “سبوتنيك أرمينيا”، قال الخبير الإيراني غاريك ميساكيان أنه إذا حكمنا من خلال المنشورات والإعلانات، فإن طبيعة العمليات العسكرية واسعة النطاق على جبهة آرتساخ كانت مفاجأة لإيران، وكذلك مسار ونهاية حرب 44 يوماً، وقد تم في الأراضي الإيرانية تأكيد الرأي القائل بأن الجيش الأرمني هو أحد أكثر الجيوش كفاءة في المنطقة.
وبحسب رأيه، أصبح الوضع أكثر تعقيداً بعد الحرب من حيث تشكيل محور تركي محض لإيران.
يتم النظر إلى حياد الجانب الإيراني خلال الحرب والتصريحات المتوازنة من وجهة نظر أن نزاع كاراباخ في دائرة النفوذ الروسي، لذلك لم ترغب طهران في تعطيل علاقات حسن الجوار مع روسيا والدخول في المواجهة، لكن بعد تدخل تركيا في القوقاز، بلغ القلق في إيران إلى أبعاد هائلة.
وقال الخبير الإيراني: “إن تقييم التهديدات القادمة من حدود الدولة الإيرانية يرافقه تنظيم عمليات عسكرية في الآونة الأخيرة، أي أن الجانب الإيراني يشعر بخطر النفوذ التركي على أذربيجان، مما يظهر قدراته التقييدية والوقائية. علاوة على ذلك، شنت إيران لعبة بعيدة المدى ضد تركيا في أذربيجان في سياق حرب بالوكالة”.
وبحسب قول ميساكيان، فإن طهران الرسمية لم تخف أبداً علاقات الجوار مع كل من أرمينيا وأذربيجان، ولكنها لم تتدخل في قضية آرتساخ بهدف كبح جماح تركيا، كما فعلت في لبنان وسوريا والعراق وليبيا. وأكد ميساكيان أنه لم تتم دعوة إيران، ولم تكن إيران رئيساً مشاركاً في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولم ترغب في التدخل في أعمال النطاق الحالي، لكي لا تعيق عملية التفاوض.
ووفقاً له، قام اللوبي الأذربيجاني بأنشطة دعائية في الدولة المجاورة، وظهرت إيران، خاصة في عهد روحاني، في قضايا دولية معقدة ولم ترغب في فتح جبهة جديدة في السياسة الإقليمية.
وبحسب رأي الخبير الإيراني، تُظهر تقاليد الدبلوماسية العسكرية لطهران من الناحية العملية أن الدولة لا تتخذ أبداً قرارات من منظور قصير المدى، وستعارضها على الفور إذا حاولت خلق توتر على حدودها. وبحسب رأيه، لا يمكن التدخل الحاد من الجانب الإيراني إلا إذا حاولوا قطع جزء من سيونيك عن إيران، هذا هو الخط الأحمر الذي تم الإدلاء ببيانات مناسبة عنه مرات عديدة.