بحسب “الجزيرة”، هنّأت حركة طالبان الأفغان بالنصر بعد انسحاب آخر جندي أميركي، وقالت إنها تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، في حين قالت واشنطن إنها ستستخدم وجودها ومقدراتها في قطر لإدارة دبلوماسيتها في أفغانستان للمرحلة القادمة.
ففي تصريحات أدلى بها اليوم الثلاثاء من مدرج مطار كابل بعد ساعات من سيطرة مقاتلي الحركة عليه، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد “نهنئ أفغانستان؛ إنه نصر لنا جميعا”.
وأضاف أن “الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين”، مؤكدا أن الحركة تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، وأنها ترحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا.
كما قال مجاهد -في تصريحات للجزيرة من داخل مطار كابل الدولي- إن الحركة مشغولة الآن بتأمين المطار وتشغيله، مشيرا إلى أنها تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن تشغيل المنشأة التي كانت خاضعة للقوات الأميركية.
وكان مجاهد قال قبيل ذلك -في تغريدة على تويتر- إن آخر جندي أميركي انسحب من مطار كابل، مضيفا أن أفغانستان نالت استقلالها كاملا، حسب تعبيره.
من جهته، قال الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن الحركة بعد الانسحاب الأميركي تدخل مرحلة جديدة.
وأضاف نعيم -في اتصال مع الجزيرة- أن المرحلة القادمة ستكون صعبة، وأن المسؤولية فيها ستكون على عاتق جميع أطياف الشعب وعلى المجتمع الدولي ودول المنطقة.
وقد شهدت أفغانستان الليلة الماضية احتفالات واسعة عقب خروج آخر جندي أميركي من أراضيها.
وكان قائد القيادة الأميركية الوسطى كينيث ماكينزي الليلة الماضية أعلن نهاية الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وانتهاء المهمة العسكرية في هذا البلد، التي دامت نحو 20 عاما.
وقال ماكينزي -خلال مؤتمر صحفي- إن آخر طائرة أميركية غادرت أجواء أفغانستان، مشيرا إلى أن جهود الإجلاء ستتم الآن عبر الطرق الدبلوماسية، متوقعا استمرار الاتصالات مع حركة طالبان من بلاده وبقية دول العالم.
وأكد انتهاء المرحلة العسكرية من مهمة الإجلاء في أفغانستان، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية ستقود جهود المرحلة المقبلة.
وقال قائد القيادة الوسطى الأميركية إن انسحاب قوات بلاده لا يعني حرمان الأميركيين والأفغان من فرصة مغادرة أفغانستان، مضيفا أن حركة طالبان لم تكن على علم بتوقيت استكمال القوات الأميركية لانسحابها من مطار كابل.
وأضاف البيت الأبيض -في تغريدة على تويتر- أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيقود جهود التنسيق مع الشركاء الدوليين لتأمين خروج الأميركيين أو الأجانب، أو الأفغان المتعاونين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد طلب من وزير خارجيته قيادة التنسيق المستمر مع الشركاء الدوليين لضمان مرور آمن لأي أميركي أو أفغاني أو من الرعايا الأجانب ممن يرغبون مغادرة أفغانستان.