Topتحليلاتسياسة

خبير سياسي: اللاعبون الإقليميون، بما في ذلك الصين وروسيا، ليسوا قلقين بشأن وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان

قال الخبير في الشؤون العربية هايك كوتشاريان: “إذا نجحت حركة طالبان الجديدة في تشكيل جميع مؤسسات الحكومة والسيطرة عليها، فيمكننا التحدث عن انقلاب ناجح في أفغانستان”.

وبحسب قول كوتشاريان، فإن لدى حركة طالبان الجديدة أيديولوجية واضحة يريدون تشكيل سياسة من خلالها، وقد لوحظ ذلك في عام 2016 خلال لقاءاتهم على منصات مختلفة في موسكو وقطر واليابان.

وذكر هايك كوتشاريان أنه في القضايا الإشكالية، على سبيل المثال، المتعلقة بحقوق المرأة، تختلف تصريحاتهم عن تصريحات طالبان السابقة في التسعينيات. ويوجد موقف واضح متعلق بغطاء المرأة بالكامل أو فقط الحجاب، وهذا تغيير كبير.وتابع: “الأمر يتعلق بقيام دولة قائمة على القيم الإسلامية مرة أخرى، ولكن مع مناهج مختلفة.”

أشار الخبير السياسي بنيامين بوغوسيان إلى أنه في شباط فبراير عام 2020، عندما تم توقيع اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة، والتي حددت موعداً نهائياً لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 1 أيار مايو 2021، كان ذلك واضحاً بالفعل لجميع اللاعبين في المنطقة، أن طالبان ستصل في نهاية المطاف إلى السلطة في أفغانستان.

وأشار إلى أنه تم تشكيل الرباعية الموسعة بشأن أفغانستان، الولايات المتحدة والصين وباكستان وروسيا، والتي كانت تجري مفاوضات مكثفة مع طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تكون بموجبه طالبان جزءاً من الحكومة ، لكن ليس أنهم سيأخذون السلطة بالكامل. وأضاف: “عُقد أحد الاجتماعات الأخيرة في آذار مارس 2021، وأعلن الرئيس الأمريكي بايدن أنه يحتاج إلى بضعة أشهر أخرى لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، أولاً تم الإعلان عن الموعد النهائي في 11 أيلول سبتمبر، ثم تمت الموافقة عليه في 31 آب أغسطس. لقد كانت مفاجأة للكثيرين أن طالبان استولت على مثل هذه المدن الكبيرة دون مقاومة تقريباً. في 11 و 12 آب أغسطس، أصدرت المخابرات الأمريكية تقريراً يفيد بأن كابول قد تكون تحت سيطرة طالبان لمدة 90 يوماً، ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من نشر التقرير، كانت طالبان في كابول”.

وفيما يتعلق برد فعل المنطقة، أكد الخبير السياسي أن رد فعل روسيا الآن أكثر ليونة مما كان عليه في عام 1996، عندما وصلت طالبان إلى السلطة في أفغانستان. اعترفت طالبان باستقلال الشيشان عن روسيا في ذلك الوقت، وهو ما كان يمثل مشكلة بالنسبة لروسيا. والآن نسمع تصريحات من الخارجية الروسية مفادها أن الوضع في أفغانستان ليس بهذا الرعب. وقد أعلن السفير الروسي في أفغانستان أن الوضع في كابول أصبح أكثر هدوءاً منذ 15 آب أغسطس عن ذي قبل. كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن التفاوض مع طالبان أسهل من التفاوض مع حكومة أشرف غني. بعبارة أخرى، روسيا ليست قلقة بشأن وصول طالبان إلى السلطة وانتشار الليبرالية الإسلامية في آسيا الوسطى.

ومتطرقاً إلى الموقف الأمريكي، أكد بنيامين بوغوسيان أن بايدن صرح بأنه اتخذ القرار الصحيح بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. وأضاف: “أشار إلى أن مهمة الجيش الأمريكي ليست بناء دولة، بل محاربة الإرهابيين من أجل منع القاعدة والقوى الإرهابية الأخرى من استخدام أراضي أفغانستان ضد الولايات المتحدة. حتى الآن، اللاعبون الإقليميون، بما في ذلك الصين، ليسوا قلقين بشأن وصول طالبان إلى السلطة كما كنا نتوقع.”

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى