بحسب “أرمنبريس”، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة يريفان. وخلال الزيارة، التقى مع القائم بأعمال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ووزير الخارجية آرا أيفازيان. على الرغم من أن الزيارة كانت عملية، فقد قام لافروف أيضاً بزيارة دزيزيرناغابيرد لتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية.
تضمنت أجندة زيارة لافروف إلى يريفان عدة مواضيع مهمة: الأمن، والوضع بعد الحرب، وعودة أسرى الحرب الأرمن، وكوفيد-19، وغيرها من المواضيع.
صرّح لافروف في يريفان أن ضمان الأمن في جنوب القوقاز هو نشاط القاعدة العسكرية الروسية رقم 102، فضلا عن وجود المجموعة العسكرية الأرمنية الروسية المشتركة وقوات الحدود الروسية في أرمينيا. مثل هذه الرسالة مهمة جداً، مع الأخذ في الاعتبار من ناحية طموحات أردوغان الإقليمية، من ناحية أخرى، التصريحات العدائية الأخيرة لرئيس أذربيجان حول أرمينيا، ولا سيما فيما يتعلق بمحافظة سيونيك.
ويوجد موضوع آخر في دائرة الضوء هو قضية فتح الاتصالات الإقليمية، حيث تتولى موسكو دور الوسيط بين أرمينيا وأذربيجان.
فيما يتعلق بتسوية نزاع كاراباخ، أولى وزير الخارجية الروسي أهمية إطلاق حوار سياسي رفيع المستوى تحت رعاية الرؤساء المشاركين، مع إعطاء الأولوية للقضايا الحالية مثل الطرق والعلاقات الإقليمية وخط الاتصال وترسيم الحدود. وهكذا يمكن الاستنتاج أن روسيا تفضل في هذه المرحلة الخطوات العملية الهادفة إلى بناء الثقة المتبادلة، وتفضيلها على القضايا السياسية.
إن أهم قضية في حالة ما بعد الحرب هي عودة الأسرى. وبحسب لافروف، فإن روسيا “لن تقلل من جهودها لإعادة جميع المعتقلين”.
مع الأخذ في الاعتبار المعدلات المرتفعة لانتشار كوفيد-19في أرمينيا ومشكلة التغلب على ذلك، أكد لافروف أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في هذا الاتجاه، وتعمل يريفان على الحصول على مليون جرعة ، فضلا عن مسألة التنظيم. ومع ذلك، فإن احتمال إنتاج لقاح روسي في أرمينيا مثير للاهتمام للغاية، مما قد يساهم في زيادة دور أرمينيا في مكافحة فيروس كورونا ، وكذلك في زيادة قدرة أرمينيا على مساعدة البلدان الصديقة.
في إطار زيارة لافروف إلى يريفان، تم تسجيل نتيجة ملموسة: وقع الطرفان على مذكرة تفاهم حول “السلامة الحيوية”، والتي كان الطرفان يعملان عليها بنشاط على مدار العامين الماضيين.
في الختام، يمكننا القول إن الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي إلى المنطقة بعد حرب آرتساخ الثانية كانت لها طبقات سياسية وجيوسياسية مختلفة، يمكن تصورها وتحليلها بشكل صحيح من أجل التغلب على المشاكل التي تواجه بلادنا.