Topسياسة

مقال بقلم سفير أرمينيا لدى العراق: باستخدام القوة غير الشرعية، خلقت أذربيجان وضعاً غير مستقراً في المنطقة، الذي لا يضمن السلام الدائم

نشر سفير أرمينيا لدى العراق هراتش بولاديان مقالاً عن حرب آرتساخ الأخيرة على موقع “العالم الجديد” العراقي، تطرق فيه إلى موقف أذربيجان اللاإنساني بعد الحرب، وفتح “حديقة الغنائم العسكرية” في باكو، وإقامة السلام في كاراباخ.

وأشار السفير إلى أنه لا يمكن أن يقوم السلام في المنطقة على اساس تصنيف “الخاسرون والرابحون”.

وكتب بولاديان: “النصر أيضاً له قواعده الخاصة بالشرف نذكر منها – الفضيلة والكرم وقيم إنسانية أخرى والتي للأسف ليست معروفة للجميع…وقد عرض في “الحديقة” المتعلقات الشخصية لجنود أرمينيا وآرتساخ، أما بالنسبة الى خوذات الجنود القتلى فقد عرضت بمعرفة واضحة أنها ستسبب معاناة إضافية لعوائل القتلى والمجتمع الأرمني وآرتساخ بالاضافة انها تولد كراهية جديدة في المجتمع الأذربيجاني.

إن افتتاح هكذا معرض يؤكد بوضوح حقيقة سياسة الدولة الأذربيجانية الداعمة لنشر الكراهية في أذربيجان والعداء ضد الأرمن. وتم تنفيذ هذه السياسة باستمرار لسنوات وأكدتها أدلة ملموسة. إن عروض هذا المعرض تؤكد مرة أخرى سياسة الإبادة الجماعية لأذربيجان تجاه جميع سكان أرمينيا وآرتساخ”.

وشدّد بولاديان على أن الشعب الأرمني، الذي عان ومر بويلات ومأساة الإبادة الجماعية، يدرك تماماً قيمة السلام.

وكتب السفير الأرميني: “لكن السلام الحقيقي ليس مجرد كلمة لطيفة بالنسبة للشعب الأرمني. السلام المبني على أساس تدمير المستوطنات السلمية في آرتساخ بما في ذلك منطقة حدروت، وتشتيت السكان الأرمن وإنشاء المستوطنات الأذربيجانية بدلاً من ذلك، لا يمكن أن يستمر طويلاً وأن يكون سلاماً راسخاً. نحن سنواصل كفاحنا من أجل إقامة سلام عادل وكريم من خلال العمل عن كثب مع شركائنا الدوليين.

إن موقف وسلوك القيادة الأذربيجانية المناهضة للأرمن، لا يفسح المجال لمجرد التوقع على وجود محاولات بناءة من قبل السلطات الأذربيجانية للبحث عن حلول للوضع الناجم عن العدوان الذي شن ضد أرتساخ وبالاخص قضية اسرى الحرب. صرح وزير خارجية أذربيجان أن مسألة اعادة أسرى الحرب قد تم حلها وإغلاقها، ووفقاً لالتزاماتها سلمت أذربيجان جميع أسرى الحرب إلى أرمينيا. وتجدر الإشارة إلى أن تصريح وزير خارجية أذربيجان ليس الا ازدراء واضح لاعلان تشرين الثاني والتي بموجبها تعهدت أذربيجان بالتزامات خاصة بالاضافة الى التزاماتها الدولية. هذا الموقف الغير البناء وأسلوب العمل للسلطات الأذربيجانية يعرضان التنفيذ الكامل للبيان الثلاثي. وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف والاعلان الثلاثي لوقف إطلاق النار، يجب إعادة جميع الجنود والمدنيين الذين تم أسرهم من قبل أذربيجان خلال العدوان المسلح على جمهورية أرتساخ إلى وطنهم دون أي شروط مسبقة على أساس مبدأ “الكل مقابل الكل”. ومع ذلك تحاول أذربيجان بكافة الوسائل التهرب من التزاماتها الدولية من خلال إطلاق تكهنات سياسية متناقضة حول هذه القضية التي لها مضمون إنساني بحت”.

وتابع السفير بولاديان: “يشكل الموقف غير البناء لأذربيجان تهديداً حقيقياً ليس فقط لإعادة الأسرى، بل يعتبر تهديداً على حياتهم مع وجود مخاوف على إخفائهم بصورة قسرية و تعذيبهم. إن الجانب الأرمني لديه شكوك من أن أذربيجان تستخدم الأسرى والرهائن للاذلال والاتجار بهم ولأغراض إجرامية أخرى. وتستند هذه الشكوك إلى مقاطع الفيديو العديدة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهرالمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة للأسرى الأرمن بما في ذلك التشويه وقطع الرؤوس. إن الجانب الأذربيجاني وبأجندات كاذبة تحاول الالتفاف عن إحدى القضايا الانسانية التي طرحها المجتمع الدولي الا وهي قضية خرائط الالغام الموجودة في الأراضي التي تم اعادتها لسيطرة أذربيجان خلال الحرب.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن أذربيجان من خلال استخدامها الغير قانوني للقوة خلقت وضعاً غير مستقراً في المنطقة والذي لا يضمن سلاماً دائماً. إن التسوية السريعة لنزاع كاراباخ، على أساس حق شعب كاراباخ في تقرير المصير، أمر حتمي لجميع أولئك الذين يرغبون في جعل جنوب القوقاز منطقة امنة ومستقرة ومزدهرة”.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى