
أعلن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن الاستعدادات لانضمام إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ستبدأ في الأسابيع المقبلة. أكد الرئيس روحاني أيضاً أن إيران تعتزم الانضمام إلى الاتحاد. تطرق الخبير الإيراني فارتان فوسكانيان إلى عضوية إيران المحتملة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وأسباب هذا القرار، وتأثيره على أرمينيا.
ووفقاً لـ فوسكانيان، يُقدّم رئيس البرلمان الإيراني وجهة النظر المحافظة للنظام السياسي في إيران، وأما فريق الرئيس روحاني من الإصلاحيين. لذلك، هناك إجماع داخل النخبة السياسية الإيرانية حول هذه المسألة، أي أن الإيرانيين مستعدون للانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
حسب الخبير الإيراني توجد دوافع عديدة. المشكلة الرئيسية هي العلاقات مع الولايات المتحدة، والتي بسببها تعاني إيران من مشاكل اقتصادية خطيرة، يحاول الإيرانيون إيجاد طرق جديدة لحل مشاكلهم الاقتصادية من خلال المشاركة في اتحادات بديلة.
وتابع الخبير: “لكن العضوية في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ليست مكوناً اقتصادياً فحسب، بل لها أيضاً أهمية جيوسياسية مهمة. ويحاول الإيرانيون زيادة وزنهم الجيوسياسي في الشرق الأوسط وفي العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل عام”.
وتطرق الخبير الإيراني إلى مسألة ما ستمنحه عضوية إيران في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لأرمينيا، وأشار إلى أن الجانب الإيراني أكد مراراً وتكراراً أن أرمينيا يمكن أن تكون بوابة في سياق العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وإذا أصبحت إيران عضواً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، من الواضح أن هذا سيحقق فوائد وبعض التحديات الجديدة لأرمينيا.
وأضاف الخبير الإيراني: “من الواضح أن عضوية إيران هي الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي ليس لها حدود مع تلك الدول الأعضاء في الاتحاد، فإن عضوية إيران مفيدة لأرمينيا. في هذه الحالة، سيكون لدينا مساحة اقتصادية مشتركة مع إيران. مما سيفتح فرصاً واسعة لوجودنا في السوق الإيراني. من ناحية أخرى، من الواضح أن السوق الأرمني سيكون مفتوحاً أمام البضائع الإيرانية، الأمر الذي قد يؤثر في مناطق معينة على فرص المنتج الأرمني وجعل منتجاتنا غير قادرة على المنافسة من حيث السعر. من ناحية أخرى، إذا أخذنا في الاعتبار المكون الجيوسياسي، ستحصل أرمينيا على فرصة ممكنة لتعزيز موقعها الجغرافي السياسي في المنطقة، مع مراعاة العلاقات العدائية مع تركيا وأذربيجان. يمكن أيضاً استخدام حقيقة التواجد ضمن إطار الاتحاد الاقتصادي نفسه مع إيران لتعميق التعاون في المجالات الأخرى، ولا سيما، أولاً وقبل كل شيء، يتعلق الأمر بالمجال الأمني، المرتبط مباشرة بمحافظة سيونيك في أرمينيا”.