كتب المحلل السياسي ستيبان دانييليان على صفحته في الفيسبوك عن معناة الناس بسبب الهزيمة من الحرب الأخيرة… وقال: هناك عدة أمور متدهورة في أرمينيا، وهذا أمر مفهوم… منها الهزيمة والخسائر البشرية وأسرى حرب واللاجئين والجرجى الذين أصبحوا معاقين هذه كلها مطالب محقّة من الشعب وعلينا مساعدتهم.
كل هذا مفهوم، ولكن إلى أي مدى نفهم ما سيحدث بالفعل في منطقتنا خاصةً وفي القوقاز عامةً، ما هي التغييرات واسعة النطاق التي بدأت وما هي المخاطر، والأهم من ذلك، ما هي الفرص المتاحة لنا؟ يتطلب ذلك حكماً وتفكير بما سيحدث فيما بعد.
دعونا نحاول تقييم ما حدث والتوقعات…. يبدو أن أذربيجان قد حققت إنجازاً عظيماً وانتصاراً كبيراً، كما ولابد من ان مزاج الشارع الاذري هو مزاج انتصار، جديد، لكن الأذربيجانيين المتيقظين بالفعل بدأوا يفهمون “الهدية” التي تلقوها… بدأوا في فهم أن أرتساخ هي في الواقع حصان طروادة، إذا دخل الجيش الأحمر في عام 1920 إلى جنوب القوقاز من أذربيجان، بدعم من كمال وحصل على حصته من توزيعات الأراضي، ثم في عام 2020 دخل “الجيش الأحمر” من أرمينيا.
إن قوات حفظ السلام الروسية هي في الواقع قاعدة عسكرية تقع رسمياً في أراضي أذربيجان، بموافقة تركيا أيضاً. آرتساخ “معلقة” على رأس أذربيجان وستكون التطورات الرئيسية في المستقبل. لنفرض أن أذربيجان أصبحت دولة محتلة ولا يزال السؤال من الذي احتلها غير روسيا.. هل الأتراك أم شركة البترول البريطانية أم المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أم هناك لاعبون آخرون؟ في الواقع، أصبحت أذربيجان ممراً عاماً، في المستقبل الأذريون سيحاكمون علييف… في الواقع، هناك اثنان كشخصية نيكول، أحدهما لديهم والآخر لدينا.
بالنسبة إلى “شوشي وكلباجار” هما فخان، محرومتان من الاتصالات الجوية والظروف المعيشية الأساسية، مما يسلب موارد لا معنى لها… أما منطقة مغري في أرمينيا هي الحلم التركي سوف يعمل تحت السيطرة الروسية… بالنسبة لإيران، تعتبر أذربيجان منطقة تمثل الأمن القومي، وستتصرف إيران ضدها بحذر ولكن بوعي، بدأت جورجيا في التدهور من حيث أهميتها كمركز اتصالات جوية.
كل هذا فقط في جنوب القوقاز، وإذا نظرنا إلى كل هذا تحت ستار التحولات المتوقعة في الشرق الأوسط الكبير، تفتح آفاق مثيرة للاهتمام، والتي سنتحدث عنها لاحقاً.
