
تحدّث الخبير السياسي ستانيسلاف تاراسوف لـ “فيرست نيوز” وجه نظره بزيارة وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان إلى الشرق الأوسط إلى جمهورية مصر العربية، وقال إنه من الإيجابي أن أرمينيا بدأت في الاهتمام بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، كان في الماضي دائماً ينظر الى روسيا وايران والغرب.
من الجيد أن مكتب باشينيان ينظر ويقرأ جداً ما الذي يجري في العالم وما هي مصالح أرمينيا من هذا العالم، بدأ يريفان يدرك أن الأحداث التي تجري في الشرق الأوسط قريبة جداً، وعاجلاً أم آجلاً قد يواجه يريفان، إذا امتنعت أرمينيا في الماضي عن دعم الإجراءات الروسية في سوريا، فبعد إرسال أطبائها إلى هناك، أعني مجموعة المهمات الإنسانية، اتخذت الخطوة الأولى.
ثانياً، أظهر الاشتباك في منطقة تافوش الأخير بأن العسكريين الاتراك كانوا موجودين هناك بالفعل، وأن هناك خطراً حقيقياً من نقل الأحداث في الشرق الأوسط إلى حدود جنوب القوقاز. كان هذا حافزاً لأرمينيا للبحث عن شركاء في تلك المنطقة. في الوقت نفسه، قال تاراسوف إن الوضع قد تغير وظهر تحالف مناهض لتركيا، قبرص واليونان وفرنسا، والذي أعطى أرمينيا فرصاً للانقسام. واضاف “إن زيارة وزير الخارجية الارميني مهمة جداً. لقد كانت ناجحة للغاية وفريدة من نوعها، لأن الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة مناتساكانيان إلى القاهرة لم يتم قبولها كعناصر من السياسة الروسية، وبدأت أرمينيا في تقديم نفسها كجزء من التحالف المناهض لتركيا”.
ووفقاً لـ تاراسوف، فإن روسيا تدعم وترحب تماماً بالمسار الجديد للدبلوماسية الأرمينية. “مما لا شك فيه أن هناك شعوراً دائماً بالحاجة إلى وجود أرمينيا في الشرق الأوسط. أرمينيا على علم ما الذي تجي في الشرق الأوسط جيداً، هناك جالية أرمنية قوية للغاية في مصر، على الرغم من تقلصها في البلدان الأخرى، ولكن هناك أيضاً شتات في العراق. الآن، عندما التقى مناتساكانيان بالجالية الأرمنية في القاهرة، وضع لهم بعض المهام…. ثانياً، إن الشرق الأوسط في الشتات أكثر اندماجاً مع الشتات الغربي من الشتات غير الروسي، وهناك فرصة لتوسيع الأنشطة المشتركة. هذا لا يعني أن أرمينيا ستبدأ في اتباع تعليمات روسيا، لكن الأرمن يفهمون أن التغييرات تحدث في الشرق الأوسط وقد تبنوا مساراً صحيحاً للغاية. يتغير الوضع في كاراباخ أيضاً، إذا كان قبل ذلك مجرد صراع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان تحت رعاية مجموعة مينسك، بعد أن ارتكبت أذربيجان أكبر خطأ بضم تركيا، تحولت إلى مواجهة بين الناتو ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي… هذا يعني أن قدرة أذربيجان على حل القضية بالوسائل العسكرية تتقلص، مما يعني أنه في المستقبل القريب ستتم تسوية المحادثات بشكل مختلف قليلاً. وبالتالي، اتخذ مكتب باشينيان قراراً مناسباً للغاية وفي الوقت المناسب”.