
في 2 سبتمبر تسلّم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أوراق اعتماد سفير اليونان المعيّن حديثاً نيكولاوس بيبيريجوس. كان استقبال علييف سلبياً بشكل ملحوظ، وأوضح أن الأمر لن يكون سهلاً على الدبلوماسين في مهمتهم في هذا البلد.
قال علييف، إنه يود أن يجد على الأقل قضية إيجابية واحدة في العلاقات الثنائية، لكنه “للأسف لا يمكنه ذلك” لم يكتف علييف بذلك وتحدث بموضوعية أكبر عن المشاكل.
ركّز علييف على قضيتين، تحدث أولاً عن المشاكل بين أثينا وأنقرة في شرق البحر المتوسط، وشدد على أهمية الشراكة التركية الأذربيجانية والصداقة والأخوة، مضيفاً أنهم “يدعمون وسيواصلون دعم تركيا في جميع الأحوال”.
المسألة الأخرى التي كان علييف “قلقاً للغاية بشأنها” هي التعاون العسكري الثلاثي بين أرمينيا واليونان وقبرص.
قال علييف بشكل مباشر للسفير اليوناني الجديد، إن المسألة الإشكالية الثانية التي أود أن أذكركم هي التعاون العسكري بين أرمينيا واليونان وقبرص، كما تعلمون، أرمينيا هي الدولة التي احتلت أراضينا، لا تمتثل أرمينيا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتتصرف بعدوانية، باختصار “أرمينيا عدو لأذربيجان”…
يتطور التعاون الثلاثي بين أرمينيا واليونان وقبرص بكثافة جديدة منذ يونيو من العام الماضي، عندما عُقد الاجتماع الثلاثي الأول على مستوى وزراء الخارجية في نيقوسيا. بعد ذلك، عقد اجتماع في سبتمبر، وفي فبراير من هذا العام في جنيف، أعلن وزيرا خارجية أرمينيا واليونان أن اجتماعاً ثلاثياً على مستوى رؤساء الدول سيعقد في يريفان في أبريل، لكن الوضع أعاقه الوضع الوبائي، ومع ذلك، فإن التعاون الوثيق بين أرمينيا والدولتين اليونانيتين يبدو واعداً للغاية.
هناك خوفٌ لدى تركيا وأذربيجان مما يدعو للقلق. بالإضافة إلى التنسيق الثلاثي مع أرمينيا واليونان وقبرص يتعاونان بشكل رباعي مع فرنسا وإسرائيل، وفي شكل رباعي مع مصر والإمارات وفرنسا ضد الإجراءات التركية في البحر المتوسط وليبيا.
لكن للوهلة الأولى، تبدو هذه الائتلافات غير مستقرة، واتجاهها “ضد أفعال تركيا” هشّ. علاوة على ذلك، يشارك فيها أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وكذلك إسرائيل حليفة الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، فإن تركيبتهم نفسها تدفع روسيا إلى الوقوف إلى جانب تركيا، ونتيجة لذلك، إلى جانب أذربيجان. ومع ذلك، يمكن لعامل أرمينيا، الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة بغض النظر عن التطورات السياسية الداخلية في كلا البلدين، أن يلعب دوراً جاداً هنا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القول بثقة أن مصالح تركيا وروسيا متضاربة حالياً، على الأقل في سوريا وليبيا. وإذا أُخذت مصالح روسيا في مجال الطاقة في لبنان وسوريا ومصر ودول أخرى في المنطقة بعين الاعتبار، فقد اتضح أن هذه هي إحدى الحالات القليلة التي يمكن فيها لمشروع طويل الأجل أن يجلب روسيا والولايات المتحدة وفرنسا على الأقل أحد اللاعبين الأوروبيين الرئيسيين.