
من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع ويناقشون مسألة العقوبات المفروضة على تركيا… هذا ما قاله كبير الدبلوماسيين في بروكسل جوزيب بوريل.
في مقالة لصحيفةAravot.am تقول: لقد قرر الأتراك أنهم القوة المهيمنة في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وعلى الباقين كتم أصواتهم و أفواههم وعليهم الاحترام تركيا مع كل تجاوزاتها ضد الحدود البحرية الدولية القائمة… وقرروا الأتراك أن حدودهم الأمنية أبعد من حدود الدولة التركية – البلقان والشرق الأوسط والقوقاز… ويظهرون على نواياهم من خلال إظهار القوة والازدراء.
دعونا نتذكر قليلاً الماضي كيف كانت تركيا مع جيرانها “لا مشكلة مع الجيران” ، “السلام الأبدي” كما غنى تشافوشو أغولو أغنية “نحن العالم” في أنطاليا وهكذا….. وانتهى كل هذا، لأنه، حسب الأتراك، الجميع مذنبون، ما عدا أنفسهم، الجميع سيئون، باستثناء أنفسهم، لذلك فإن الجميع “لا يحتاج إلى شيء” ، “لا يستحق” إلا أنفسهم… ثم يأتون ليثبتوا أنك مذنب، وأنك مخطئ، وهم على حق، أردوغان ليس ذكياً أو قوياً، لكن الغرب أعمى سياسياً، خائف ونحيل، مستعد لبيع كل شيء بثمن بخس وغير مسؤول…. هذه هي البيئة التي يتطفل فيها الديكتاتوريون الجاهلون، ويبدأ لهم في الظهور وكأنهم قد منحوا “لصنع التاريخ” وهو تاريخ لم يفهموا معناه أبداً.
واليوم…. ليس أمام أوروبا خيار سوى إظهار القوة والإرادة، لأن اليونان وقبرص يواجهان خطراً وجودياً ومستعدان للقتال، بالطبع، لا تستطيع أوروبا أن تفعل شيئاً، كما حدث في 1919-1922، عندما أنهى كمال باشا السفاح، الذي رزقه الروس الإبادة الجماعية الارمينة واليونانية والآشورية في آسيا الصغرى والمرتفعات الأرمنية وكيليكيا.
يمكن لأوروبا أيضاً أن تتجاهل حقيقة أن لديها حلفاء عرب، وأن إسرائيل حليف مباشر، وسيأتي اليوم الذي ستأتي فيه القوات الجوية الإماراتية للدفاع عن جزيرة “كريت” من الأتراك، ومع ذلك، هذا هو الحال عندما تكون الخطوة الخاطئة الوحيدة الممكنة هي عدم القيام بأي شيء.
هل أوروبا مستعدة بأن تعلن اليوم أن تركيا تشكل تهديداً وأن تبني سياسات وفقاً لذلك؟ وهذا يعني عدم وجود تعاون عسكري، وعسكري تقني، على الأقل، ووقف الصادرات التركية إلى أوروبا، وإنهاء نظام التجارة الحرة (الشراكة الشرقية كبديل)، وطرد “الطابور الخامس” من دعاة “الإمام” الذين دفعهم أردوغان…. هل حلفاء الناتو الأوروبيون مستعدون للدفاع عن حدود الاتحاد الأوروبي من “البنادق” التركية التي نصبوها والمتجهة على جبهة أوروبا من البحر والبر؟ هناك كل الاحتمالات، لكن هل ستفعل أو ستكون كما في الثلاثينيات … الله وحده يعلم.
قبل 500 عام، كانت هناك خلافات في أوروبا حول ما إذا كانت الأيقونات أو التماثيل ترضي الله أم لا، في أي ترتيب يجب إعطاء اسم رئيس الكنيسة أو عدم تقديمه في الطقوس، من كان الأول ومن كان الأخير؟ استولى طريق الحرير العظيم، والبدو الرحل الآخرون على القسطنطينية وأغلقوا الطريق المؤدية إلى بلاد فارس والهند… بالأمس قدموا أنفسهم على أنهم “يحلون المشاكل”، لكنهم اليوم يمثلون مشكلة، وصداع وتحدي… لذلك، لدى كل من “الشرق” و “الغرب” ما يقوله ويفعله، وبداخل علامتي اقتباس، لأنه ليس من الواضح اليوم ما هو الشرق والغرب، ولكن من الواضح ما هي الحضارة ومعاداة الحضارة، إن المعيار هو الشخص والموقف تجاه الشخص، وهكذا، يجب إيقاف تركيا وأردوغان عن حدوده وإجباره عن الاحترام الدول وحقوقها وجغرافيتها وحضارتها…. هذا هو واجب الحضارة.