Topتحليلات

يريفان ترسم حدوداً جديدة على الجبهة الدبلوماسية ‏

المقابلة الأخيرة التي أجراها وزير خارجية جمهورية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان مع صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية والتي نُشرت في نهاية الشهر الماضي، لقيت ردوداً واسعة في كل من أرمينيا وخارجها، بما في ذلك بين المحللين الإسرائيليين.

في تلك المقابلة، تحدث وزير الخارجية الأرميني ليس فقط عن تصعيد النزاع الأرمني الأذربيجاني في يوليو، وضرورة أن تعترف إسرائيل رسمياً بالإبادة الجماعية الأرمنية، ولكن أيضاً عن واحدة من أكثر القضايا حدة في العلاقات الأرمنية الإسرائيلية هي: “التعاون العسكري بين إسرائيل وأذربيجان” وشدد زوهراب مناتساكانيان على أن بيع الأسلحة لأذربيجان أمر مميت وخطير جداً، حيث الجانب الأذربيجاني لا يتردد أبداً في استخدام تلك الأسلحة ضد البنية التحتية المدنية لأرمينيا، السكان المدنيين… لذلك، على إسرائيل أن تنهي اتفاقها المميت مع أذربيجان.

وفي مقابلة آخرى تحدث عن ذلك الموضوع مع صحيفة “فيرست نيوز” الأرمنية رئيس الدراسات العربية في جامعة يريفان الحكومية أ.هايك كوتشاريان.

تطرق كوتشاريان إلى بيان وزير خارجية جمهورية أرمينيا الموجه إلى إسرائيل، إلى أن الأحداث على الحدود الأرمنية الأذربيجانية أظهرت أنه من الضروري التأكيد على النشاط المؤيد للسياسة الخارجية لبلدنا… الإشارة الواردة في تلك المقابلة مناسبة للغاية.

أشار البيان إلى موقفنا من الوضع المتغير بالفعل، على خلفية التغيرات السياسية الداخلية والاستعداد القتالي العالي لجيشنا في المنطقة، كانت هذه خطوة نحو رسم حدود جديدة على الجبهة الدبلوماسية، وقال: إن “التطورات الأخيرة تظهر أن سياستنا الخارجية أكثر نشاطاً وهذا أمر يستحق الثناء”.

وبخصوص مسألة ما إذا كانت أرمينيا تنتهج سياسة خارجية جديدة مع الشرق الأوسط، خاصة مع الاتجاهين العربي والإسرائيلي، أشار كوتشاريان إلى أن هذه السياسة تصب في مصلحة جمهورية أرمينيا، إن أرمينيا لديها أجندتها مع إسرائيل، ولديها أجندتها مع الدول العربية، ولديها أجندة مختلفة مع إيران المجاورة…. بالطبع، هناك جداول أعمال شاملة ومتناقضة بين هذه الدول، ولكن الدبلوماسية والمجتمع التحليلي يعملان بالفعل هنا لمحاولة فهم كل ذلك، إذا نظرنا إلى خريطة الشرق الأوسط، فليس من الواضح أن إسرائيل مرفوضة من جميع الدول العربية، اليوم، تدرك جميع الدول العربية الرائدة ذات الاكتفاء الذاتي في المنطقة أنها لا تستطيع تحسين البيئة الأمنية في الشرق الأوسط دون تطبيع العلاقات مع إسرائيل… وهذا أمرٌ واضح بالنسبة لعديد من الدول العربية، لهذا السبب نسمع بانتظام أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تتفاوضان مع إسرائيل، بعبارة أخرى، الفكرة النمطية بأن مصالح الدول العربية وإسرائيل متضاربة ليست صحيحة، واختتم هايك كوتشاريان بالقول: “في مجال السياسة الحقيقية، يدرك القادة السياسيون في هذه الدول أن عدم التعاون مع جيش إقليمي قوي ودولة ذات نظام أمني يجعل من المستحيل إقامة نظام أمني في المنطقة أو تحسين البيئة الأمنية في المنطقة”.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى