
أظهرت الوحدة التركية الأذربيجانية الأسبوع الماضي رسالة أخرى ضد أرمينيا وآرتساخ…
وصلت بعد من الممثلي رفيع المستوى من القيادة العسكرية التركية إلى أذربيجان، وضم الوفد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة ياسر جولر، إلى جانب قادة الجيش التركي والقوات البرية والجوية والبحرية.
خلال الزيارة، تابعت القيادة العسكرية التركية المرحلة الأخيرة من التدريبات العسكرية المشتركة واسعة النطاق التي انطلقت في أذربيجان في أواخر يوليو.
تجدر الإشارة إلى أنه في الفترة من 29 يوليو إلى 10 أغسطس أجرت القوات الجوية التركية الأذربيجانية التدريبات العسكرية المشتركة “النسر التركي الأذربيجاني 2020″، وفي الفترة من 1 إلى 5 أغسطس أجريت مناورات برية مشتركة في ناخيتشيفان وباكو.
وفي ختام التدريبات العسكرية، أدلى وزيرا دفاع تركيا وأذربيجان بتصريحات مميزة، كما التقى وفد رفيع المستوى من القوات المسلحة التركية مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وتحدث علييف مرة أخرى عن الاشتباكات الحدودية الأخيرة مع أرمينيا مشيراً…. “أصبحت تركيا أول دولة تدعمنا بشكل رئيسي”.
بدوره عبر خلوصي أكار مرة أخرى عن دعمه لأذربيجان نيابة عن تركيا والقوات المسلحة التركية…. وأشار وزير الدفاع الأذربيجاني ذاكر حسنوف في خطابه بشكل خاص، “لحسن الحظ، نحن نتبادل الخبرات مع أحد أقوى الجيوش في العالم، أظهرت القوات المسلحة التركية قوتها للعالم أجمع، منها في سوريا والعراق وليبيا، كما ستؤدي القوات المسلحة الأذربيجانية بدعم من القوات المسلحة التركية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن تركيا ستساعد اذربيجان في تحرير الاراضي المحتلة، وطمأن وزير الدفاع التركي “أذربيجان الشقيقة” على “أنتم لستم وحدكم” وقال: أريد ان اصرح، إننا مع اذربيجان حتى النهاية بكل الوسائل، ان تركيا التي يبلغ عدد سكانها 83 مليون نسمة تقف الى جانب اخوتنا الاذربيجاني.
شدد الرئيس أردوغان ووزير خارجيته تشاووش أوغلو، على وقوفهما بشدة وبكافة الإمكانيات المتاحة إلى جانب أذربيجان في كافة الوسائل التي ستلجأ لها لتحرير أراضيها.
وأدانت باكستان بشدة هجمات أرمينيا وأعربت عن دعمها لأذربيجان، وأعربت إيران عن أسفها للخسائر التي وقعت ودعت الطرفين إلى وقف إطلاق النار، ودعمت وحدة الأراضي الأذرية.
وأعربت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي (أرمينيا عضوا فيها)، عن انزعاجهم من انتهاك وقف إطلاق النار على الحدود بين الدولتين.
إن حكومة علييف التي تنتهج سياسة الحرب ومعاداة الأرمن تصدر بياناً رسمياً جديداً بشأن العمل العدائي المفتوح على مستوى وزير دفاع البلاد، هذا تحد جديد يجب على العالم المتحضر أن يتصدى له.
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف محادثة هاتفية في الأسبوع الماضي، ناقشا القضايا الإقليمية، على وجه الخصوص، بدأت المكالمة الهاتفية من الجانب الأذربيجاني، وبحسب بيان صادر عن الخدمة الصحفية للكرملين، فقد تبادل الجانبان الآراء في يوليو في سياق تصعيد الموقف على الحدود الأرمنية الأذربيجانية، وشددا على أهمية منع أي عمل من شأنه تصعيد التوترات.
وقالت الخدمة الصحفية للكرملين في بيان حول المحادثة الهاتفية بين بوتين وعلييف، شدد الجانب الروسي على عدم جواز أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع.
في غضون ذلك، اكتشف الجانب الأذربيجاني سبب إجراء باكو الرسمية محادثة هاتفية مع بوتين، وفقاً لبيان صحفي صادر عن مسؤول باكو، أعرب علييف عن استيائه في الأسابيع الأخيرة من تسليم دفعة جديدة من الشحنات العسكرية الروسية إلى أرمينيا.
وذكر بيان رسمي صادر عن الخدمة الصحفية لرئيس أذربيجان أنه خلال محادثة هاتفية مع بوتين، أصر إلهام علييف على أن “موسكو زودت أرمينيا بحوالي 400 طن من الإمدادات العسكرية منذ 17 يوليو، وقال علييف، إن “الشحنات تمت عبر أراضي كازاخستان وتركمانستان وجمهورية إيران الإسلامية” مضيفاً أن إمدادات الشحنات العسكرية إلى أرمينيا “تثير قلقا شديداً وتساؤلات للشعب الأذربيجاني”.
اتضح أن علييف من ناحية غير راضٍ عن روسيا، لكنه أعلن في نفس الوقت أن تركيا ستصبح قريباً الحليف الأول لأذربيجان في مجال التعاون العسكري التقني… جاء البيان من الرئيس الأذربيجاني عندما استقبل القيادة العسكرية التركية برئاسة وزير الدفاع خلوصي أكار.
على وجه الخصوص أصرّ علييف بأنه في كل عام نجري أكثر من عشر تدريبات عسكرية مشتركة في كل من أذربيجان وتركيا، وهي ظاهرة شائعة ولا داعي للبحث عن أي شيء غير عادي هنا…. كما نلاحظ أن هذه التدريبات مقلقة في بعض الدول، لكن لا أساس لها، وهذا مظهر اخر من مظاهر الوحدة التركية الأذربيجانية، وأضاف أن تركيا قد تصبح في المستقبل القريب الشريك الأول لأذربيجان في مجال التعاون العسكري التقني…. “ليس سرا أن تركيا لديها الآن إمكانات صناعية عسكرية قوية، سنستخدمها أيضاً، ونريد مواصلة هذا التعاون في المستقبل، إننا واثقون من أن تركيا كما هو الحال في مناطق أخرى، ستصبح شريكنا الأول في المعدات العسكرية”.
في السنوات الخمس الماضية، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، حصلت أذربيجان على حوالي 60 بالمائة من أسلحتها من إسرائيل و 30 بالمائة من روسيا…. والآن، ومع ذلك، يبدو أن باكو تعتزم التركيز على المنتجات التركية.
وهكذا، تعارض مسؤولتا باكو وأنقرة أرمينيا، ويبدو أن وحدتهما أو “أخوتهما” مرتبطة بحقيقة أن روسيا حليف استراتيجي لأرمينيا… إنهم يحاولون بناء سياستهم العدائية على التعاون العسكري بين أرمينيا وروسيا، ظاهرياً لتبرير الخطط التركية الأذربيجانية الجديدة المستقبلية، سواء في المجال العسكري التقني أو الحرب الأرمينية الأذربيجانية الجديدة المحتملة.
يشار إلى أن الرئيس الأذربيجاني “دعا” أرمينيا لشن حرب “وجهاً لوجه” مع أذربيجان في يوليو، بعد أيام فقط من التوتر على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، ودعا الرئيس الأذربيجاني السلطات الأرمينية إلى “القتال” بدلاً من “اللجوء إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي طلباً للمساعدة” وقال: “حاربوا معنا وجها لوجه، وسنرى من سيفوز”.
بعد شهر واحد فقط من البيان المذكور أعلاه، كان على علييف أن يعلن أنه بدعم من القوات المسلحة التركية، يمكن لأذربيجان أن تؤدي “واجبها المقدس”.