
تحدث هايك كابريليان الخبير في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أرمينيا وهو عالم في الشؤون التركية وعضو في مبادرة “من أجل الجمهورية” لصحيفة “فرست نيوز أرمينيا”.
في الآونة الأخيرة تصاعدت حدة التوتر بين اليونان وتركيا، ودقت طبول الحرب، بين البلدين حلفاء الناتو، بعد أن أرسلت تركيا سفينة أبحاث لإجراء أبحاث زلزالية عن موارد الطاقة في منطقة تقول اليونان إنها على جرفها القارى، وانطلقت السفن الحربية للبلدين تتجول فى شرق المتوسط، فيما نشرت اليونان سفنا حربية لمراقبة السفينة التى تبحر حاليا غرب قبرص، متأهبة لاستعدادات وقرارات دولية…
تعتزم فرنسا زيادة وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط على خلفية تصاعد التوترات التركية اليونانية بشأن نية أنقرة تطوير برنامجها لإنتاج النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، وقالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، الخميس، إن فرنسا سترسل طائرتين مقاتلتين من طراز رافال والفرقاطة البحرية “لافاييت” إلى المنطقة في إطار خطط لزيادة وجودها العسكرى.
وفقاً لكابريليان، تدرك فرنسا أن عدم وجود رد فعل جاد من الاتحاد الأوروبي (إلى حد ما أيضاً من حلف شمال الأطلسي) على تصرفات تركيا وهذا ما يزيد من شهية الجانب التركي ويدفعه إلى مغامرات جديدة.
تطرق هايك كابريليان إلى ما ينبغي أن تفعله أرمينيا في هذه الحالة، فأشار إلى أنه يجب على بلدنا أولاً وقبل كل شيء أن يأخذ في الاعتبار أن تركيا هي جارتها البرية المباشرة من البلدان المذكورة أعلاه.
من ناحية أخرى، يجب ألا يمنعنا من التعبير عن دعمنا لليونان وقبرص وفرنسا على الصعيد الدبلوماسي، لتعميق التعاون معهم، بشكل عام، أعتقد أن العالم يخرج تدريجياً من “سبات تركيا”، ويفتح أعينه على نطاق أوسع ويبدأ في عدم وجود أوهام حول أهداف أردوغان (أردوغان تركيا)… وعلى سبيل المثال، قبل سنوات قليلة، لم يكن لليونان علاقات سيئة مع تركيا، على الأقل رغم آلاف الانتهاكات لحدودها الجوية والبحرية، وبعد تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، ما زالت لدى إسرائيل أوهام حول بناء خط أنابيب الغاز “التركي-الإسرائيلي”.
كما بدأت الصين تظهر بعض المؤشرات في الاتجاه التركي، مدركة أن تركيا في الواقع لا تميل إلى سياسة “الصين الواحدة (الموحدة)… من بين هذه الدول يمكننا أن نضيف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ومصر التي لديها علاقات صعبة مع تركيا، لم يكن لديها أي أوهام حول جوهر تركيا في السنوات الأخيرة، كل هذا فرصة مؤكدة لنا للعمل مع أطراف مختلفة… واختتم هايك كابريليان حديثه قائلاً: “يتعلق الأمر أيضاً بفرنسا، التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.