بحسب المدير التنفيذي لجمعية العلوم السياسية الأرمنية بنيامين بوغوسيان… كان الوضع في لبنان صعباً للغاية خلال العام الماضي، عندما خرج الشعب إلى الشارع بالمطالبة بإستقالة الحكومة اللبنانية في الخريف 2019 وتم استقالة الحكومة، ومن بعدها تشكلت حكومة جديدة التي تحاول أن تكون محايدة لكن ينظر إليها الدول الغرب على أنها هذه الحكومة موالية لإيران.
من المثير للاهتمام “قبل التفجير المرفأ” كانت هناك طريقتان للخروج من الأزمة الخانقة في البلاد… إحداها أخذ قرض جديد من صندوق النقد الدولي مبلغاً قدره نحو 12 مليار دولار… وبدوره قدم الصندوق مطالبه وشروطه، أحدها يتعلق بإعادة بناء النظام المصرفي اللبناني… والثاني هو العرض الصيني البديل، حيث أعلنت الصين رسمياً استعدادها لاستثمار نفس المبلغ في لبنان، وتتعلق القضية بشكل رئيسي بالبنية التحتية للنقل وتحديث الموانئ وقدرات توليد الطاقة الحالية.
وفقاً لبوغوسيان، ينبغي النظر إلى مصلحة الصين في سياق أوسع في المنطقة، بما في ذلك توقيع “اتفاقية تعاون استراتيجي بين الصين وإيران لمدة 25 عاماً”، والتي تتوخى أيضاً استثمارات كبيرة في جمهورية إيران الإسلامية تبلغ قيمتها حوالي 400 مليار دولار، مقابل التزام إيران لبيع النفط للصين بأقل من الأسعار العالمية.
وأشار الخبير السياسي إلى “مكون واحد” مهم من الصفقة والذي يقضي بإنشاء مناطق اقتصادية حرة في عدة جزر تابعة لإيران في مضيق هرمز بخليج عمان بمساعدة الصين، وهو ما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأنه، مشيرة إلى إنشاء قواعد عسكرية في تلك المناطق التي تتمتع الصين بتجربتها ولا سيما في بحر الصين الجنوبي، أي أن الجزر الاصطناعية التي تم إنشاؤها تتحول إلى منطقة عسكرية بمرور الوقت.
